الكتابة في القضايا الإنسانية والاجتماعية والعاطفية مسألة صعبة ومعقدة، ولكنها وجدت قبولاً لدى قطاعات كبيرة من القراء وردود فعل متباينة، وهذا أمر طبيعي لأنه في مثل هذه القضايا لا يمكن تعميم الأحكام لأن لكل حالة إنسانية ظرفها الخاص وعواملها المؤثرة في تكوينها وفي علاقتها مع الآخر. *لكنها قضايا عامة موجودة في كل مجتمعات العالم مع اختلاف نسبي في النوع والدرجة، ففي ألمانيا مثلاً اشتكى الأستاذ المحاضر في معهد inwentببرلين في جزئية من المحاضرة أنه وزوجته مشغولان حتى وهما في المنزل بجهاز الكمبيوتر في إشارة إلى ضعف التواصل العاطفي بينهما. *هذه الحالة اشتكى منها زوج وأب اضطر إلى إحضار كراس يسجل فيه ما يريد أن يقول لزوجته العزيزة أطلق عليها “فيس كراس" لأنه أيضاً مشغول بضروريات الحياة المتزايدة وكثيراً ما يخرج قبل أن يتمكن من تبليغ رسالته لها مباشرة؛ وهكذا ابتدع وسيلة عملية للتفاهم بينهما. *نقول هذا لكي ندلل على أن المشاكل الأسرية والعاطفية موجودة في بلادنا وفي بلاد العالم أجمع؛ وفي “أجنحة الفراشة" للكاتب المصري محمد سلماوي- الرواية التي وصفها البعض بأنها تنبأت بثورة 25يناير المصرية- تعترف بطلتها مصممة الأزياء بأنها لم تحس بطعم الزواج طوال سنوات اقترانها بزوجها، وهكذا فإنه ليس بالضرورة أن يكون التقصير من جانب المرأة كي لا تحتجن علي كما في كل مرة. *لكن في مجتمعاتنا تزداد حالات الفتور العاطفي للدرجة التي تستوجب الدراسة والتحليل، لأنه في غالب الأمر يتم الزواج بلا مقدمات عاطفية أو أنه يتم على هدي المقولة المتداولة وسط الشباب “تحب انت ويدخل غيرك" أو الأغنية العجيبة التي تقول كلماتها “الفي ريدو فرط دقس يجي غيرو يعمل مقص"وهذه كلها اشارات للمعادلة الصعبة بين الحب والزواج. *هناك بالطبع نماذج ناجحة لزيجات لم تكن بين طرفيها علاقات عاطفية قبل الزواج، ولكن تبقى مشكلة استمرارية الحميمية بينهما مهددة بالفتور لدرجة يصلان فيها إلى حالة جافة من التعايش الاجتماعي تحت سقف واحد ولكنهما يتحولان واقعيا مثل موجبي المغناطيس لا يلتقيان رغم وجود قوة الجذب عند كل منهما.