(كلام عابر) سقطة على الهواء المذيع المستنير اللامع الطيب عبدالماجد يعتبر سفيرا للإعلام السوداني في القنوات الفضائية العربية من موقعه في شاشة سي إن بي سي عربية و يتمتع بقدرات كبيرة وقد أتيحت له فرصة الظهور على الشاشة بدلا من العمل خلف الكاميرا في إعداد البرامج وهو ما يسمونه بالمطبخ وهو الموقع الذي تحصر فيه القنوات الفضائية العربية، قناة الجزيرة على وجه الخصوص، العاملين فيها من السودانيين مهما بلغت قدراتهم الإعلامية ، وقد عايش المشاهدون من قبل تجربة الإعلامي القدير الأستاذ الزبير نايل في قناة الجزيرة. ظهر الزبير نايل قبل سنوات مضت على شاشة الجزيرة مذيعا لنشرات الأخبار ولكنه بعد فترة قصيرة اختفى في المطبخ رغم ما حققه من نجاح على الشاشة ، ولا أعتقد أنه ابتعد عن الشاشة بكامل اختياره ، وربما يكون لدى قناة الجزيرة ومثيلاتها من القنوات العربية متطلبات ومواصفات خاصة لمن يظهر على الشاشة من بينها لون البشرة. الأستاذ الطيب عبدالماجد استضاف رابع أيام عيد الاضحى المبارك في برنامج بث على قناة النيل الأزرق المذيع اللبناني الشهير جورج قرداحي، والأستاذ قرداحي كما هو معروف ارتبط اسمه على شاشة ام بي سي ببرنامج (من سيربح المليون)، والبرنامج نسخة معربة من برنامج (من يريد أن يكون مليونيرا) الذي كانت تبثه قناة آي تي في في بريطانيا. شاهدت جزءا من برنامج الأستاذ الطيب الخاص وكان ذلك الجزء حلقة خاصة من برنامج (من سيربح المليون) قام فيه الأستاذ الطيب بدور المضيف والأستاذ قرداحي بدور الضيف أو المتنافس الوحيد وكانت الجائزة الكبرى هي مليون تحية أو قبلة من المذيع أو من المشاهدين السودانيين. الفكرة ذكية التنفيذ ممتع وأعتقد أن المشاهد قد استمتع بالمبرنامج والمذيعين المتميزين إلى أن جاء ذلك السؤال الكارثي الذي وجهه الطيب عبدالماجد إلى جورج قرداحي: من هو أول رئيس وزراء سوداني بعد الاستقلال ؟ وكان أمام جورج قرداحي أربعة خيارات من الأسماء ليختار واحدا منها وهي إسماعيل الأزهري ومحمد أحمد محجوب وعبدالله حليل ويحيي الفضلي. وتسهيلا للضيف قام الأستاذ الطيب بشطب اسمين هما اسماعيل الأزهري ويحيي الفضلي فاصبح أمام قرداحي أن يختار واحدا من الاسمين المتبقيين وهما عبدالله خليل ومحمد أحمد محجوب ليحصل على الإجابة الصحيحة، وفي النهاية اختار قرداحي عبدالله خليل وكانت هي الإجابة الصحيحة، حسب رأي مقدم البرنامج الطيب عبدالماجد. كنت أتصور أن الطيب عبدالماجد ،الذي يشرفني ويشرف كل السودانيين لمعانه في الفضائيات العربية، ملم بهذه المعلومة الأولية عن تاريخ بلاده.. من هو أول رئيس وزراء سوداني بعد الاستقلال، فضلا عن أنه يفترض في المذيع أو الكاتب من حيث المبدأ التثبت من صحة معلوماته قبل إذاعتها على المشاهدين أو كتابتها للقراء وأن يستعين بمن يعلمون إن كان لا يعلم. فالمعروف والمثبت في ذاكرة التاريخ أن اسماعيل الأزهري أنتخب رئيسا للوزراء في 6 يناير 1954م عقب أول انتخابات برلمانية جرت في السودان عام 1953م وقادت البلاد إلى الاستقلال وهو الذي رفع العلم في أول يناير 1956م إيذانا باستقلال السودان وشاركه في رفع العلم زعيم المعارضة محمد أحمد محجوب، وبقي اسماعيل الازهري رئيسا للوزراء بعد رفع العلم حتى فقد أغلبيته البرلمانية في 4 يوليو 1956م بسبب انسلاخ بعض نواب حزبه(الحزب الوطني الاتحادي) وتكوينهم حزبا جديدا (حزب الشعب الديموقراطي) اختار التحالف مع حزب الأمة، وانتخب هذا التحالف الطائفي عبدالله خليل رئيسا جديدا للوزراء. خلاصة المعلومة البديهية هي أن اسماعيل الأزهري هو أول رئيس وزراء سوداني بعد الاستقلال. هذه السقطة أفسدت كل برنامج الطيب عبدالماجد، وكنت أتمنى أن تكون هناك جهة عليمة مسئولة في قناة النيل الأزرق تقوم بمراجعة المواد قبل بث الجهل المجاني على الهواء. قبل الختام: ما كل من هزّ الحسام بضارب ولا كل من أجرى اليراع بكاتب