[email protected] فى واحده من السجون المصريه كان هناك بعض المعتقلين السياسيين ،فى زنزانه بالكاد تسع فردا واحدا ،تم حشر عددا منهم فى هذه الزنزانه فى بيئه غير صحيه وغير انسانيه ،فبدأت الروائح الكريهه من فضلات وعرق تزكم الأنوف وتصيبهم بالدوار...فبدأوا بالمطالبات والاحتجاجات على أوضاعهم المزريه هذه ،فاستفسر مأمور السجن الأمر فبلغه أنهم يحتجون على سوء الأحوال من قذاره وروائح كريهه ،فكان لابد وأن يتصرف ليحل هذه الاشكاليه ،فهداه تفكيره العبقرى لجلب اثنين من الخنازير ووضعه مع هؤلاء المتاعيس . وكانت النتيجه أنهم بدلا من احتجاجهم على سوء أحوالهم الذى كان يتمثل فى الضيق والعرق والفضلات والتى هى فى فضلاتهم،أصبحوا يتوسلون لابعاد هذين الخنزيرين ،فاستجاب المأمور فورا لمطالبهم...ففرض المأمور سيطرته عليهم وهم قنعوا بأوضاعهم البائسه. منذ اثنين وعشرون عاما والشعب السودانى يرزح تحت هذا النظام الفاسد والظالم الذى بدأ بانقلابه على ثوره شعبيه سارقا ارادة الشعب وفرض نفسه قسرا عليه كأول خطأ ارتكبه فى حق الشعب ، ومنها توالت الأخطاء والمصائب على رأس هذا الشعب ،فكانت بيوت الأشباح والتعذيب حتى للنساء كسابقه نادره لم نجدها طوال الحكم الوطنى اذا استثنينا حكم الخليفه عبدالله الذى ارتكبت فى عهده بعض التجاوزات. ثم الحروبات والدمار فى أركان السودان الأربعه فى دارفور وفى النيل الأزرق وجنوب كرفان وفى الشرق حتى الشمال الذى كان يعتبر من المناطق الآمنه فأبت هذه الحكومه الا معاداتها واستفزاز انسانها فى حرب السدود . واستشرى الفساد والدمار والخراب وأصاب الاقتصاد فى مقتل وانعكس على معايش الناس فأصبحوا يعيشون الفقر والحرمان والبطاله وفى المقابل أفرزت فئه منتفعه من هذه الأوضاع وهذه الفتره تعتبر استثنائيه وعارضه بالتأكيد فى حياة هذا الشعب الكريم. فى هذا الوضع المأساوى الذى نعيشه يصرخ الكثير من الشرفاء ويقدمون الحل ويكتبون عن الفساد وبالدليل القاطع والمستندات ولكن لا يسمع الذين فى آذانهم وقرويأتى تقرير المراجع العام الذى يعتبر فضيحه بكل المقاييس بالرغم من أنه يدارى على الكثير والمثير ولكن القليل الذى أبرزه فهو دليل فساد وافساد لهذه العصابه التى لم تراعى ذمة ولا الا. فطال الفساد كل ناحيه من فساد سياسى واقتصادى واجتماعى ولم تسلم فئه منه وكان قمة الفساد السياسى ماحدث فى الأسابيع الماضيه من مشاركة حزبين كبيرين فى حكومه تحمل كل هذه الأوزار فى عهر سياسى واضح وفاضح . فأصبح الشعب بعد أن كان فى سجن الأنقاذ وزنزانته فاذا بالانقاذ تسجن معه حزبين كبيرين....فى قصه أشبه بما أوردناه فى صدر مقالنا ....وبذلك تكون الانقاذ قد زادت الوضع السياسى عفونه وتحلل لايستقيم معه الا دفنه ونفض غباره فهلا فعلنا ذلك.