/ صحيفة التيار [email protected] السيد عمر نمر المعتمد الجديد لمحلية الخرطوم.. يبدو واقعياً ومنطقياً أكثر من سلفه الدكتور عبد الملك البرير على الأقل في التعامل مع الوجود الأجنبي.. بيد أنّه ليس أقلّ حماساً. في حلقة سابقة من برنامج المحطة الوسطى سألت مقدمة البرنامج عن خطط محلية الخرطوم للتعامل مع الوجود الاجنبي الهامشي المتزايد.. المعتمد السابق عزى هذا التزايد للمواطنين.. نعم للمواطنين. حُجتهُ أنّ (أكثر من 80% من المتسولين أجانب.. وهم في تزايد.. لأنّ المواطنين يتصدقون عليهم.. فيزدهر سوق التسول.. ويزداد عددهم). إذن ما العمل؟؟.. نصح الدكتور البرير مواطنيه بأن يغلوا أيديهم الى أعناقهم.. ويمنعوا الصدقات.. حتى يزهد الشحاذون الاجانب.. فيرجعوا الى دولهم.. أو يغادروا السودان الى دول أخرى. د.البرير كان رجلاً مُبتكِراً (لا نريد أن نقول خيالياً).. ولعلّه تتلمذ على يدِ المتعافي.. وقد ظهر ذلك جلياً في رحلته لشرق آسيا لإستقدام شركات نظافة بمواصفات عااااااالمية. ولكن يتضحٌ من حله الغرائبي.. أنّه لم يكن يملك حلاً أفضل.. وإلا لنصح به مشاهدوه الذين يتوسم بعضهم الخير فيه. (نمر) المعتمد الجديد وجد مشكلة الوجود الأجنبي كماهي.. ورُبّما عكف على تقارير أمنية وشرطية أنبأته بأنّ 40% من جرائم المحلية مصدرها هؤلاء الوافدون.. فلم يطلب من المواطنين إيقاف الصدقات.. ولم يطالبهم بطرد الخادمات الأجنبيات من المنازل كما ذهبت لذلك ولاية الجزيرة.. بل فعل مثلما تفعل معظم الدول في حالات مماثلة. فالدول تلجأ لترحيل الأجانب الى بلدانهم بطرق مختلفة.. بعضها ترحلهم بالطائرات وتمنحهم (مصاريف جيب).. وبعضها ترحلهم بالسفن والقطارات وتتكفل بمصاريف (الشحن والتفريغ).. ودول أخرى تستخدمهم في مشاريع منتجة حتى يتمكنوا من (تحويش) مصاريف العودة الى بلدانهم.. فتعيدهم. المعتمد نمر قال أنّه سوف يعيدهم الى بلدانهم بالطائرات (أنا أخوكْ إنتَ).. متسولون ومجرمون يخرجون من بلدانهم هرباً وتسللاً عبر الحدود (قادين سلك).. ثمّ يعودون اليها عبر المطارات؟؟.. ألا يشجع هذا متسولين ومجرمين آخرين للتسلل الى السودان إذا ما سمعوا بهذا الكرم السوداني الفيَّاض؟؟؟. هل لدى محلية الخرطوم ميزانية كافية لتأجير طائرات لحمل كل هذه الجموع البشرية جواً الى بلدانهم؟؟.. إذا كان ذلك كذلك.. لماذا لم تُسهم في إعادة الجنوبيين الذين علقوا بالكلاكلات.. وكوستي؟؟.. وقتها كانوا أجانب ايضاً.. يستحقون أن تغدق المحلية كرمها عليهم!!!. أعتقد أنّ الحل لهذه المشكلة.. قبل أن تصبح مزمنة هو أن تعمل المحلية في إتجاهين.. إتجاه لِ(التفريغ).. وإتجاه لمنع (إعادة شحن) رصيد المحلية من الأجانب. للتفريغ.. من الأفضل أن تلجأ المحلية للإتصال بالجهات الدولية التي تهتم باللاجئين والنازحين للتنسيق معهم.. ثمّ تختار وسيلة اقل تكلفة.. حتى لا تياس بعد أول طائرتين مغادرتين. ولمنع إعادة الشحن.. فهذا عمل إتحادي.. لا تستطيع المحلية أن تلج فيه وحدها.. ولن يتوقف الشحن.. إذا كانت الحدود تشهد دخول مئات الاجانب في اليوم الواحد.