/ عباس خضر ومن عجائب مالاقى السودان من أمره إنه مني بخطب أمره عجب. نفس السمت والملامح والشبه تتكرر سبعة وسبعين مرة في ستة دورات حكومية تعاقبت عليه إبتداءاً من يناير 56م مروراً بنوفمبر 58م وتضاربها ثم إكتوبر64م وبياتها فمايو 69م وإنسلاخاتها وأبريل 85م وركودها ثم تزخرفت منذ 89م متلونة في عقد التسعينات ثم كست جلدها وبراً في 2005م وسلخت هذا الوبركالثعبان في يوليو 2011م وفجأة تحربنت في نهاية السنة بنفس الألوان المختوفة وطارت عينيها بجهتين جانبيتين مختلفتين ولسان لاصق طويل لجذب أي مقترب وأموال كل مغترب وشوكة سامة للسع المعارض والمتظلم والمغادروالمتسرب. تسربت عضوية الأحزاب وتشتتت وتمزقت فطفح كيلها وزاد ويلها فأنزلقت إلى مهاوي الإنقاذ. تسربلت وتلفحت بالثوب الديني الطالباني في سعرها الهجومي في بداية التمكين فأعلنت الجهاد على الجنوب والخدمة العامة فمزقتهما معاً وفصلتهما وخصخصتهما جيشاً وقضاء ومؤسسات مدنية ومشاريع كانت رابحة فأحالتها هشيماً بلقعا زلغا لاتستطيع إمساكه أو لمسه أو لملمته حطمت كل السودان ومؤسساته في مقابل بقائها فصارت ميزانيتها ككل تلك الحكومات التي ثار عليها شعبها تسليحية أمنية قابضة ، فصارت في مهب التيار الشعبي الكاسح وقبضت الريح.طفح الكيل وطال الليل. ومن أجل البقاء وتطويل عمرها الزائل الآيل للسقوط والفناء فلتزيد على الشعب العناء فلا مفر من تحميل المركب بما لايحتمل طلباً للنجاة ومكابسة الفراغ والهواء لشمة أكسجين والغرقان يتشبث بالقشة والريشة وكالصرفة تتعلق بالقرض والطرفة منها أم أربعة وأربعين وأم سبعة وسبعين وأم سبعمائة وسبعة وسبعين أرجل وجيوب منتفخة كثيرة للهروب والمغادرة السريعة. فقد طفح الكيل وبدأ الشعب ذليل. ما بين الحكومة القومية والحكومة العريضة بون شاسع كما بين الرشاقة والخمالة وبين النجابة والعمالة والخيانة وما بين الغزالة والفيل وفرق بين فم الفراشة وفرس البحرفم اللمس وفجوة خشم البلع فالخمول مرض والرشاقة عافية فالتشبث بسعمائة سبعة وسبعين وزيراإتحاديا ووزاريا لهو الغرق في فنجال قهوة وشبر ماءز وهذا فيه زيادة أعباء ورهق للخزينة وللشعب فقد طفح الكيل وزاد الميل. وطول الإمساك والقبض الشديد يهشش ويلين ويرخي أعصاب وعظام الأصابع واليد واللسان فلا وجدت مؤسسات في كفها ولا ونالت أمناً تريده مستتب وبلعت لسانها فبحثت عن مراكزومستوصفات ومستشفيات حكومية مناسبة لتدخل دورة وطورالإنعاش المكثف فضلًت وتاهت عن طريق غرفة الإنعاش السليمة الصحيحة المكتملة التجهيزالشبابية الرشيقة فغابت عن الوعي وطاش عقلها.وطفح الكيل وقصرت حبالها وزاد وبالها. وبدأ دخولها في حالة غيبوبة الحلقة الدائرية الطائفية فإزدادت إهتزازاً و ترنحا في حلقة تكتظ بذات الوجوه والتي لافكاك وإنفلات منها لإرتباطاتها المليشية ومجاملاتها الدولارية ولتوازن المركب الغارقة فزادت الأجساد المطلوحة التي ما فتئت تنفض مكعكعة بأجساد وجبب ترجحن و طاف عليهم طائف بعد أربعة شهور تفكيرنائم فزادوا من سبعة وسبعين وزيراً ،،،طففوا الكيل واخترعوا للبديل عشرات بل مئات بديل، ،، وقد يصل العدد أو يفوق السبعمائة وسبعة وسبعين وزيرا ونائبا ووزير دولة ومستشارين ومساعدين رئاسة ومستشارين ومساعدين وزراء ومثلهم للولاة. فهبدت وكسلت وخملت الدولة وضاق صدرها وكتم نفسها وأزهقت روحها فهبط ضغط دورتها الدموية وهمدت وخمدت. قد إمتلأت أكمامها كحاشية بن علي ومبارك والقذافي وصالح وبشار وجيوبها بالذهب والأموال المجنبة والسائبة والتي ستطيح بها لذات المصير والبؤرة والمآل. والأسعار إذا أصبحت تجدها طائرة زائدة مرتفعة شاهقة ومعظم الشعب لايمكنه الوصول إليها بسهولة وإذا أمسيت تبيت القوى على الطوى بالليل. أغيثوا الشعب فقد طفح الكيل وناء بكلكله بالحيل.