مناظير زهير السراج [email protected] آخر الأنبياء ..!! * يصعب علىّ رثاء نُقد، فمثل نُقد لا توجد فى القاموس الكلمات المناسبة لرثائه أوالحديث عنه، ولن تغسل كل دموع الدنيا حزنى عليه !! * ولكننى اقول بثقة كاملة .. انه لو كان هنالك انسان واحد تميز بنقائه وطهره فى بلادنا ، فهو نُقد الذى أحب الخير لكل الناس، ولو كان هنالك سياسى واحد وهب كل حياته بتجرد لوطنه وشعبه فهو نُقد الذى لم يتخل ابدا عن مبادئه ولم يساوم فى حقوق الشعب ولم يحتقر رأى خصومه، ولو كان هنالك مفكر واحد وجد الاحترام الكامل من كل اهل السودان على اختلاف مشاربهم فهو نُقد الذى طوع صخرة الفكر الماركسى لتصبح تربة خصبة فى ارض السودان ..!! * وإذا أخذنا مثالا بسيطا على تفرده الفكرى، فلقد كان نُقد من اوائل المفكرين الشيوعيين على مستوى العالم، وليس السودان فقط الذي استطاع ان يفهم ويفند (الجمود) الذي حاصر أطروحات (ماركس وانجلز) عن الاشتراكية، وكرّس تصوراً خاطئاً بأن الاشتراكية نظرية علمية شاملة ومكتملة، ووضع التجربة السوفيتية فى مركز هذه النظرية وجعل منها الشعلة التى تضئ الطريق لتجارب الآخرين .. وعندما انهارت أصيب الكثيرون باليأس!! * انتقد نُقد بفكر ثاقب الجمود والمفاهيم الخاطئة التي رسختها التجربة السيتالينية وأطروحات ستالين العقيمة، وكتب الكثير من الأوراق والمقالات التي ساهمت بشكل كبير في التحرر من الإرث الستاليني والأفكار الجامدة، ولعبت دوراً لا يستهان به في تثبيت الفهم الصحيح للنظرية الاشتراكية واطروحات (ماركس ولينين). * من أكثر هذه الكتابات تأثيرا فى نشر الوعى و محاصرة الجمود ومحاربته، الورقة التي كتبها تحت عنوان (كيف حاصر الجمود أطروحات ماركس وانجلز عن الاشتراكية)، ونشرتها مجلة ( قضايا سودانيةالعدد 24 أكتوبر 2000)، ولو لم يكتب هذا المفكر الفذ سوى هذه الورقة في حياته، لوضعته في مقدمة المفكرين الذين أسهموا في تحرير الاشتراكية من التجربة السوفيتية، والرد على مزاعم سقوطها كنظرية بسقوط التجربة السوفيتية! * يستطيع كل من يقرأ هذه الورقة، ان يفهم الى أية درجة ساهمت أفكار نقد المتحررة في بقاء الحزب الشيوعي السودانى ككيان فكري وسياسي، بل وجماهيري، واحتفاظه باسمه .. ليس فقط بعد سقوط التجربة السوفيتية، بل منذ الصراع حول بقاء أو حل الحزب الذي نشب بين مجموعة (عبد الخالق) ومجموعة (أحمد سليمان) في بداية السبعينيات من القرن الماضي بعد انقلاب مايو 1969.. وقد انتهى الصراع لصالح بقاء الحزب الذى لا يزال موجوداً حتى الآن بفضل الأفكار النيرة ل(نُقد) فى المقام الاول ولمجموعة نيرة من عضوية الحزب فى المقام الثانى ..!! * ليس هذا تقديسا للأفراد، ولكنها حقيقة لا يمكن انكارها ولن تزول ابدا، بل ستظل خالدة خلود الراحل العظيم، وهو بكل المقاييس فقد كبير ومصاب جلل ومحنة صعبة لا ينكرها احد خاصة على الحزب الشيوعى وأهل اليسار بشكل عام، ولكنها سنة الحياة وارادة الله، وعلينا ان نعمل بكل حكمة كما علمنا نُقد ان نتجاوزها ونتحرك منها الى االأمام ان شاء الله. أعجبني . . المشاركة . قبل بضع ثوانٍ .