فى الوقت الذى تتجاهل مصر الرسمية ما يحدث فى السودان من احتجاجات شعبية فى جميع أرجائها ضاقت ذرعا بهذه العصابة التى تتحكم فى ارادته وموارده ،وتنهب ثرواته بطريقة ممنهجة فاقت حتى طرق العصابات الاجرامية المحترفة،وسبق أن وجهنا رسالة لمرشد جماعة الأخوان ورئيسها المنتخب عقب زيارة سفير السودان بالقاهرة له فى مقر الجماعة بصحبة رئيس مكتب المؤتمر الوطنى بالقاهرة للتهنئية فى ظاهر الأمر و(الموالسة) فى باطنها خصوصا وأن هذا النظام كان مطية لنظام (مبارك) وتلميذا له فى غير مدرسته..وفى سبيل بقائه وتمسكه بالسلطة حتى يكمل مشروع تدمير السودان الذى تبناه وفى سبيل ذلك لايضيره شىء فى تقديم مزيدا من التنازلات والتى وصلت أحيانا لحد العمالة والخيانة، من رئيسه لأصغر منتسبيه من فرق حسب الله وأحزاب (الحلة) والذين يجيدون الرقص فى حلبة سوق عرض وبيع المواقف.. فاصل ونواصل نافع ثوارنا هبت مرقت مافيد الغلاط كل الكروت اتحرقت غرقتوا البلد من الفساد اتشرقت اتلموا أنتوا بس بعدين يمين ما فرقت قائل هذه الكلمات من المعارضين الذين لم يغريهم بريق الجاه والمنصب الديكورى الذى قبل به بائعى الضمائر من السياسيين والانتهازيين الذى استشروا فى الحياة الاسياسية السودانية كالسرطان فأستحقوا بذلك مشاركة عصابة الانقاذ جرائمها وهم يبررونها لها تحت غطاء استهداف السودان من قبل قوى الخارج والتى هى حقا تستهدف السودان لكن من بوابة الحزب الحاكم فقط وهذه احدى كبائر جرائمه تجاه السودان. فى قناة البغدادية بالأمس لفت انتباهى برامج حوارى يتناول الشأن السودانى الذى أصبح سائب لكل من هب ودب أن يتحدث عنه ،كان ضيوف البرامج دكتور من جامعة القاهرة وعضو من حزب الحرية والعدالة الحاكم فى مصر ديمقراطيا فى حوالى الساعة التاسعة مساء ، يتناولبون مايدور فى السودان من تظاهرات وأن هذا ليس له علاقة بالربيع العربى،وأنه يخشى من تكرر أحداث سوريا فى السودان وذاك التنظير الذى ينم عن الجهل بالشىء ،أو المعلومة المدسوسة من قبل جهة ما لعكسها للرأى العام..وكانت مداخل رئيس مكتب المؤتمر الوطنى بالقاهرة هى الشذوذ بعينه والذى يصادف أعظم لحظات (جمعة شذاذ الآفاق) وذلك لأنه ذكر أن السودان غير مرشح لتيار الربيع العربى لأن السودان ببساطة يعيش جو ديمقراطى فيه أكثر من 80 حزب يشاركون فى العملية السياسية ،مع تأكيده أن هذه المظاهرات خرجت احتجاجا على ارتفاع الأسعار فقط،وأستغلت هذه التظاهرات بعض الجهات مع نغمة ما بعد الهجلجة التى أبتدعها المؤتمر الوطنى عقب لحس الكوع،وابتلاع هتاف الشعب وزغاريد نسائه لأصوات حفلات هجلجتهم التى أرادوا من خلالها طمس الحقائق وعكس الصورة التى يريدون ويهيئون لها الأجواء لعكسها كما يحدث فى تلك البرامج والمساحات التى يفردها الاعلام المساند لنظام البشير لمرتزقيه وممثليه فقط لعكي وجهة نظرهم.. فأبتدعوا لنا هذه الأيام موضه (الصهينة)..وهذه سياسية نظام مبارك تجاه السودان..ولايقبل الشعب السودان تكرارها من قبل نظام الأخوان لمساندة فرعهم الفاسد بالسودان على حساب الشعب السودانى.. وربما أراد رئيس مكتب المؤتمر الوطنى من خلال مداخلته تلك والتى ربما تتحدث عن السودان فرع المريخ أو القمر،فأى أحزاب تلك التى يتحدث عنها ونحن عشنا تلمذة لجنتها بالسودان على يد لجنة صفوت الشريف أحزاب الواجهة والديكور مدفوعة الثمن والتى لايتعدى تعداد أعضائها أصابع اليد الواحدة ،،وهذه الأرجوزات الشعب السودانى هضمها تماما..وهو الآن ثائرا حرا مناضلا هابا ضد الظلم والطغيان..ضد الكيزان..لتطهير الوطن واسترداد كرامته التى أراقها هذا النظام . لكن أتفق مع رئيس متكب المؤتمر الوطنى تماما فى أن مايشهده السودان لايرتبط بالربيع العربى من قريب أو بعيد...فهذا ليس ربيع ونحن ما هدنا هذا الفصل..فما يشهده السودان الآن هو كتاحة...كتاحة..رشاش..بداية الخريف ونح عندنا الكتاحة تبشتن وتبين..والرشاش برش وببيد والخريف مطر والمطر مطهر ومبيد.. وهذه هى عظمة الشعب السودانى تتمثل فى ابتكاره لثوراته وما أكتوبر وابريل الا محفز لهذا الجيل وعاش الثوار الأحرار بالداخل وثورة حتى النصر لاقتلاع عصابة الرقص عبد الغفار المهدى [email protected]