دورية من الشرطة تشتبه في سيارة تقف في ركن قصي..بعد المداهمة يبدو ان الشاب وخطيبته كانوا في وضع خادش للحياء ..هذه جريمة عقوبتها السجن لمدة ستة اشهر..رجال الشرطة التونسية ظنوا ان اللحظة مناسبة لممارسة الابتزاز..اثنان من العسكر قاما باغتصاب الشابة الجميلة..اكثرهم عفة طالب بفدية مالية. الشابة التونسية وبعد ان فاقت من اثر الصدمة قررت الجهر بالجريمة ..حادثة الاغتصاب فجرت الاوضاع في تونس الخضراء..وزيرة شئون الاسرة ادانت بشدة تصرف الشرطة..رئيس الوزراء حمادي الجبالي توعد المتهمين باقسي العقوبات..الرئيس منصف المرزوقي استقبل الضحية وخطيبها وقدم لهما اعتذارا رسميا من الدولة. عزيزي القاريء درس تونس الثورة لم ينتهي هنا..الفتاة وفتاها من المنتظر ان يمثلا امام احدى المحاكم بتهمة الاتيان بفعل خادش للحياء ..لم يمنع الضجيج السياسي القانون من اخذ مجراه..عدد كبير من المنظمات احتجوا على مثول الضحية امام القضاء واعتبروا ذلك نوعا من القصاص لأن الفتاة تجرأت بالحديث عن مؤسسة ظلت قابضة ومهيمنة..في تقديري ان تمثل الشابة حينا جانية واخرى مجنىاً عليها ربما يكون نموذجا للعدالة التي لا تتأثر برياح السياسة. قبل ايام عزيزي القاريء اثرنا قضية الشاب اسعد الريح وزوجه..الشاب وزوجته دخلا غرفة نومهما..قبل النوم بساعات كانت هنالك مشاجرة في حي الديم السكني..الشاب كان طرفا فيها وخصمه استنصر بشرطي..المهم جدا ان الشرطة داهمت منزل اسعد واقتادته وزوجته بملابس النوم الي قسم الشرطة بتهمة الاتيان بافعال فاضحة..حدث ذلك رغم ان الزوج ابرز وثيقة زواج. في تقديري ان التجاوزات الفردية يمكن ان تحدث في كل مكان..التجاوز يصبج جريمة حين يجد الغطاء الرسمي المتمثل في الصمت..صمت الشرطة ووزارة العدل دفع مفوضية حقوق الانسان للتدخل..المفوضية حسب صحيفة« الاهرام» السودانية فتحت تحقيقا رسميا. المطلوب بالحاح ان يجهر ولاة الامر في مثل هذه القضايا..الضحية اختار اللجوء للاعلام بعدما احس ان ابواب العدالة توصد امامه باباً باباً ..القضية شاءت الحكومة ام ابت باتت قضية رأي عام..لهذا المطلوب وجهة نظر النيابة العامة التي اصدرت امر الضبط والشرطة التي نفذت المداهمة.. صمت الشرطة لايعفي الحكومة من التدخل..اعتقد أن على وزير الداخلية أن يطلب عاجلا تقريراً عن موقف قضية الشاب اسعد الريح وزوجته..وان يتصرف الوزير بما يطمئن الناس ان الاخطاء تجد المعالجة..الاستماع الى اسعد وزوجته يخفف من مصيبتهما . ربما تضاريس واقعنا السياسي تمنع اى مسئول من الاعتذار لمواطن من غمار الناس..الثورة في تونس لم يشعلها بوعزيزي بل شرطية من النظام الشمولي صفعت بائع الخضار على خده.