- الدوحة [email protected] مثلما فعلها الأهلي القاهري في العام 2006 ، حيث عاد من مككللاً بالفخار ومتوشحا َ بذهب البطولة من تونس بعد فوزه على الصفاقسي 1/. ، هاهو الأحمر يقهر المستحيل ويعود بالكأس من أرض الترجي بعد أن كانت كل التوقعات على غير ما تشتهيه سفن المارد الأحمر ، أسعد أبوتريكة ورفاقه الملايين من أسوان إلى ضفاف المتوسط ومعهم كثيرون ممن يهوون مواجهة الصعاب بفرصة نادرة ووحيدة ، وبنصف فرصة بل وبربع فرصة لينالوا شرف السعي والمثابرة . كانت ظروف الأهلي والرياضة المصرية في غاية الصعوبة : فالدوري متوقف منذ سنوات وكارثة بورسعيد ما تزال عالقة في النفوس والتنازع والتناحر السياسي يكاد يضرب كل طوائف المجتمع ثم تشتعل غزة الحبيبة أن تفوز بكاس ألأندية الإفريقية فذاك إنجاز كبير ، وعندما ياتي في الظروف المصرية الراهنة فتلك سمات أهل العزائم ، وأن يأتي هذا الفوز من بعيد ومن أنصاف الفرص فتلك أشبه بالمعجزة التي لا طاقة بها إلا للكبار والكبار جد ا ً . كان شعب مصر أحوج ما يكون لهذا النصر لبعث روح الأمل الجديدة في الرياضة وفي شتى مناحي الحياة . ليست المرة الأولى التي يعود فيها الأهلي متأبطا ً كأس البطولة الأفريقية للأندية ، فقد عاد بالكأس من الكاميرن عام 2008 بعد أن تغلب على القطن على أرضه 2/. ، وهاهو يعود بها للمرة الثانية من تونس الخضراء . الفرق الكبيرة لا تؤثر فيها كثيرا ً عوامل الأرض والجماهير ، ولا تعميها طبول الشحن الإعلامي الزائفة ، فهي ذات منهج إحترافي وأداء متوازن ومتعاضد . الترجي والأهلي فريقان من أرض الربيع العربي ، يقودهما مدربان وطنيان ، معلول و البدري ، بأقل عدد من المحترفين الأجانب في بئة النشاط الرياضي متوقف كليا ً . أبوتريكة يلتزم بقرار نادية بروح رياضية ، ويعتذر رغم وجاهة سبب غيابه ، والنادي لا يتحرج في الإستعانة به حين يرى أن في ذلك مصلحة للفريق ، وكان أبوتريكة عند حسن ظن ناديه به إدارة ً وجمهورا ً ومريدين . محمد أبوتريكة حرص على مصافخة مدرب ولاعبي الترجي بعد المباراة ليقدم درسا ً مجانياً جديدا ً في التسامح والفهم العميق لأصول الرياضة ، فكسب جماهير تونس لا بل والجماهير العربية كلها وكل من تابع المبارة على شاشات التلفزة . هذا زمان الترجي والأهلي التي وصلت لنهائي بطولة البطولات وليس فيها دوري معدول أو مقلوب ، وليس بها تخمة من المحترفين الأجانب والمجنسين الذين يتسلموا شهادة الجنسية حتى قبل أن يوقعوا عقودا ً مع أنديتهم وقبل أن يطأوا تراب وطنهم الجديد . هذا زمان الترجي والأهلي ..... فمتى يحين زماننا ؟؟ .. أو بالأحرى متى يحين زمان أهل " العرضة " شمالاً وجنوبا ً ...؟؟؟