شن سلاح الجو الحكومي الشمالي غارات مكثفة على مناطق بجنوب السودان أمس الأحد ، تمهيداً لهجومه مدعوماً بمليشيات جنوبية جنوب هجليج . وفي ذات الوقت تقدمت قوات من الجيش الشعبي الجنوبي ، وإشتبك الجيشان (30) كلم جنوب هجليج بالقرب من مولدات الكهرباء في معركة ضاربة إستمرت لأربع ساعات . ويقول مصدرنا ان الجيشين تكبدا خسائر فادحة في الأرواح وان قتلى الجيش الحكومي الشمالي غالبيتهم من المليشيات الجنوبية والدفاع الشعبي ، وأضاف ان مستشفى هجليج يعج بالجرحى . وقال انه تتردد أنباء عن هجوم لقوات الجيش الشعبي الجنوبي على منطقة دفرة النفطية بالقرب من ابيي أمس الأحد مما أدى إلى انقطاع شبكة الهاتف عنها ، ولم يتسنى لنا التأكد مما يجري . من جهته قال رئيس وفد جنوب السودان إلى المفاوضات باقان أموم للصحفيين في أديس أبابا حيث يحاول الاتحاد الأفريقي استئناف المحادثات بين البلدين (هاجمت حكومة السودان منطقة مانغا (الأحد) عند الساعة الثانية صباحا وتعرضت باناكواش أيضا في ولاية الوحدة لقصف جوي شمل هجمات بطائرات هليكوبتر). وأضاف (بينما نتحدث الآن يقصف السودان جنوب السودان). وقال إن المفاوضات علقت بعد أن اتهم السودان جنوب السودان باجتياح أراضيه، وأوضح أن ذلك “غير صحيح على الإطلاق". وأكد أن السودان ينوي شن هجمات جديدة على طول الحدود المتنازع عليها بين البلدين. وقال إن الخرطوم ( تخطط لاجتياح وشيك في ولاية الوحدة)، موضحا أن جنوب السودان سيمارس -إذا اقتضى الأمر- حقه المشروع في الدفاع عن النفس وأن (من حق حكومة جنوب السودان أن تدافع عن نفسها). وأعرب مجلس الأمن الدولي عن “قلقه العميق" حيال هذه التطورات محذراً من أن المعارك التي اندلعت تهدد ب"إعادة إشعال الحرب" بين الجانبين، وتضر بالوضع الإنساني للسكان، ما قد يسبب المزيد من الخسائر في صفوف المدنيين. ودعا أعضاء مجلس الأمن الخرطوم وجوبا لإظهار “ضبط النفس بأقصى درجاته" والمحافظة على العملية السلمية والمفاوضات بينهما لحل القضايا الخلافية، بما في ذلك النفط والصراع على الحدود والجنسية ومنطقة أبيي الغنية بالنفط. كما شدد الأعضاء على وجوب أن يحترم السودان وجنوب السودان “روح اتفاقية التفاهم" التي عقدت بينهما في العاشر من فبراير ، والتي تنص على التعاون ومنع الأعمال العدائية، كما طالبهما بوقف العمليات العسكرية وإنهاء الخطوات الرامية إلى زعزعة أمن واستقرار أي طرف، بما في ذلك دعم كل جانب لمجموعات مسلحة معادية للجانب الآخر وتخطط للإطاحة بنظامه. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن “قلقه البالغ" إزاء الاشتباكات العسكرية على الحدود بين السودان وجنوب السودان، ودعا الحكومتين إلى احترام وتطبيق الاتفاقات الموقعة بشأن الأمن ومراقبة الحدود ومنطقة أبيي. وأكد كي مون ترحيبه بروح التعاون التي أبداها الطرفان مؤخرا لمعالجة قضايا ما بعد الانفصال.