نجيب عبدالرحيم إن فوكس هاردلك دورتموند .. الفوز لا يقبل القسمة على إثنين شاهدنا أمس على مسرح ملعب ويمبلي الإنجليزي المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا بين الشقيقين بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند لقد كانت المباراة قمة في الأداء ورعة في التكتيك والتكنيك وتعد واحدة من أجمل المباريات فاز فيها بايرن ميونيخ على بوروسيا دورتموند بهدفين مقابل هدف وأحرز لقب البطولة للمرة الخامسة في تاريخه بعد ماراثون طويل خلال منافسات البطولة. نعم فاز بايرن ميونيخ على بوروسيا دورتموند وكان الأفضل وخسر دوتموند وكان أكثر من رائع لو كانت كلمة الفوز تقبل القسمة على إثنين كنا أعطينا دورتموند نصيبه من حصة الفوز ولكن هذه هي حال كرة القدم تكون الأفضل تخسر وتكون الأسوأ تكسب وتكون الأفضل تكسب أنها المجنونة لأنها لا تنصف وفي بعض الأحيان لا تخدم من يخدمها وتكون عاصية وفي بعض الأحيان تكون منصفة. التفاصيل الفنية والتكتيكية المباراة كانت حافلة بالحماس والقوة والإثارة والروح العالية وقتالية على الكرة ولياقة بدنية عالية لقد إستطاع مدربي الفريقين إدارة المباراة وفق المنظومة التكتيكية التي من خلالها تتم تسيير إمكانيات اللاعبين على حسب طريقة اللعب التي ينتهجانها بايرن ميونيخ لعب بطريقة 4-2-3-1 التي تعتبر أكثر مرونة وجود أربعة مدافعين الثلث الدفاعي وأثنين محاور مهمتهم دفاعية وثلاثة مهاجمين إثنين على الطرف الأيمن والأيسر ولاعب وسط يتمركز في المنتصف وأمامهم مهاجم واحد صريح داخل منطقة العمليات وتعتمد هجومياً على الشغل من الأطراف بشكل أساسي والهجوم من العمق مع وجود لاعب الوسط في المنتصف الذي يقوم بعدة مهام صناعة اللعب ومساندة المهاجم الصريح وأحيانا يكون مهاجماً عندما تتقدم المحاور الدفاعية لتغطية المساحات التي تنطلق منها الأطراف الهجومية لصناعة اللعب أو التسجيل ويتقدم الظهيرين لتغطية تقدم المحاور الدفاعية التي تقوم بتغطية تقدم الثلاثي الهجومي مع المهاجم الصريح المتواجد داخل منطقة العمليات لقد شاهدنا روبين وريبري على الطرفين الأيمن والأيسر ومولر في المنتصف ويتقدمهم ماندزوكيتش في المقدمة كمهاجم صريح وإستطاع أن يسجل الهدف الأول من تمريرة ريبيري من الطرف الأيسر وأيضاً الهدف الثاني هدف الترجيح الذي سجله روبين من العمق بعد أن كانت المباراة تسير إلى حصص إضافية وربما تمتد إلى ترجيحية بعد ما أحرز دورتموند التعادل من ضربة الجزاء التي سجلها لاعبه غندوغان بنجاح. دورتموند أيضاً لعب بنفس الطريقة 4-2-3-1 أربعة مدافعين في الثلث الدفاعي إثنين محاور دفاعية ثلاثي هجومي كما شاهدنا وجود ماركو ريوس وبواشتكوفسكي على الطرفين الأيمن والأيسر وجروسكروتس في المنتصف يقوم بأدوار متعددة وأمامهم المهاجم الصريح ليفاندوفسكي الذي يتمركز ويتنقل داخل منطقة العمليات. عموماً كل الخطط التي تلعب بها كرة القدم ما هي إلا هيكل ورقي يتناثر عند صافرة الحكم ولها مشتقات وتتحول إلى عدة طرق عند الإستحواذ والسيطرة وفي حالة الفقدان ولا نغفل الجانب الأهم نوعية اللاعبين الذين يستطيعون أداء الواجبات المتطلبة لمراكزهم فردياً وجماعياً بتحركات خططية واعية بالكرة وبدون كرة ولياقة بدنية وذهنية عالية وإنضباط. الكرة الألمانية قادمة وبقوة لإعادة تشكيل هيكلة وصياغة الخارطة الذهنية والفنية والكيميائية لكرة القدم في أوروبا وكل دول العالم لبداية زمن جميل مع اللعبة وتفاصيلها وأمسكوا الخشب . لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك [email protected]
