الهمس يدور حول ، خبر إقالة د. غازي العتباني من رئاسة الكتلة البرلمانية للمؤتمر الوطني ، والعتباني ينفي إقالته ويصرح بأنه مايزال في منصبه ، وفي اليوم التالي تنشر الصحف الخبر اليقين ، ويتصدر المانشيت العريض ، إقالة غازي صلاح الدين العتباني ، والرجل يؤكد الخبر ، ثم يحاول التغريد خارج سرب المؤتمر الوطني ، لفترة بسبب تأثير الصدمة ثم يعاود الهدوء ويطرح نفسه إصلاحياً من الداخل ..!! يدور الهمس في مجالس المدينة عن محاولة إنقلابية ، يتم الإعداد لها ، ويقول الهامسون أن الحكومة في حالة إستعداد تحوطاً لأي إنقلاب ، بعد يومين تنشر الصحف تصريحات من قيادات في الحزب الحاكم ، عن وجود تحركات مشبوهة لقلب نظام الحكم ، ثم يأتي الخبر اليقين ، وينشر خبر القبض على صلاح قوش ورفاقه ، بالمانشيت العريض ، ثم تُعرض مشاهد المسرحية التي تابع فصولها الشعب والتي كانت حلقتها الأخيرة بعنوان ( العفو عن قوش ورفاقه ) ..!! غازي صلاح الدين كان متمسك بمنصبه البرلماني حتى آخر لحظة ، ولم يقدم إستقالته لا من البرلمان ولا من المؤتمر الوطني ، وكان ساكت عن الحق ، ولم يكن يرفع صوته ، وكان سيظل في حالته تلك لولا إقالته من رئاسة الكتلة ، وهو حتى هذه اللحظة عضو برلماني وعضو في الحزب الحاكم ، وسيظل جزء لا يتجزأ من أخطاء هذا الحزب تجاه الوطن ، وسيظل جزء أصيل من الخطأ ، ومايطرحه من إصلاحات ماهي إلا من أجل العودة لموقعه الطبيعي في الحكومة .. صلاح قوش ، أول تصريح له بعد خروجه من السجن ، كان عن بقاءه عضواً في المؤتمر الوطني ، وعن إحتفاظه بعضوية البرلمان ، فالرجل لم يكلف نفسه حتى الاستقالة من المؤتمر الوطني ، لا بل وطلب من الجميع أن يعفو عنه ، لما إقترفته يداه ، ولكنه ظل عضواً في المؤتمر الوطني ، وسيظل جزءاً أصيلاً من معناة هذا الشعب .. غازي وقوش هما مجرد مضرب مثل ، للتشبس بالسلطة ، والتغريد بالحق فقط عندما يفقد أحدهم منصبه ، أما وهم داخل السلطة ، فقط ما يستطيعون فعله هو السكوت ، وماحدث لهما خير إثبات .. ثقافة الإستقالة ، والإعتراف بالخطأ ، والإعتذار ، هي من آداب الأنظمة الديمقراطية التي تحترم شعوبها ، ومن مطلوبات الشفافية والحقيقة ، أما أن ننتظر من نمور من ورق ، أن تساهم في التغيير هو مالم ولن يحدث ، ومن قدم إستقالته فهو آمن ، ومن أعتذر فهو آمن ، ومن دخل بيت الشعب فهو آمن .. ولكم ودي