منذ تصدي سماحة السيد الصرخي الحسني لمنصب المرجعية الدينية اخذ على عاتقه تطبيق رسالة السماء والعمل على إرساء دعائم العدل والحق والخير والصلاح في عراق الأنبياء وممارسة دوره كمرجع رسالي وقائد مصلح في عصر قل فيه الخير وكثرت فيه الفتن والمحن والشبهات وساد الباطل وتسلط بأشكال وعناوين مختلفة مرة دينية ومرة سياسية ومرة اجتماعية وغيرها ، لكن هذا لم يثنِ السيد الحسني عن المضي قُدما في ما يصبو لتحقيقه وهو نشر معاني الخير والصلاح والإصلاح ورفض ونبذ كل شر وظلم وفساد وإفساد وبالتأكيد فان سلوك مثل هذا الطريق سيولد الكثير من الأعداء والحساد والنفعيين والمفسدين الذين لا يرغبون بتصدي أحد لفسادهم وظلمهم ، فصبت المصائب على مرجعية السيد الصرخي الحسني دام ظله وكشر الأعداء عن أنيابهم وبدأت سلسلة المؤامرات والشبهات والافتراءات دون خوف أو وجل وما تعرض له أنصار السيد الحسني غير خاف على العراقيين ، ومع كل هذا فان الغاية أقدس عند السيد الحسني ومريديه وأحبائه فلم يبالوا بما وقع عليهم من حيف وظلم واضطهاد بل راحوا يبذلون جهدهم ووقتهم وأموالهم في سبيل إصلاح الواقع الفاسد واستبدال الفساد بالصلاح وكل هذا تمهيدا لقضية المصلح العالمي الإمام المهدي عليه السلام الذي سينشر القسط والعدل في ربوع المعمورة بإذن الله تعالى وعلى أيدي أخيار العالم إن شاء الله تعالى ، و يشير سماحة السيد الصرخي الحسني في أحد بياناته إلى ان المنهج الإصلاحي يؤثر حتى على أعداء الإصلاح ولو ظاهرا وادعاءا فيجعلهم يسيرون ويطبقون منهج الإصلاح خوفا على أنفسهم من جر البساط من تحت أقدامهم من قبل المصلح الحقيقي فيقول سماحة السيد الحسني في بيان رقم 77 ( الحركة الاصلاحية بين الإيثار والانتهازية ) :: (( من الواضح أن كل حركة إصلاحية منذ خلافة أبينا آدم ( عليه السلام) إلى وقت الظهور المقدس فإن كل الحركات الإصلاحية يكون لها مدخلية وتأثير و تأسيس و تهيئة لدولة العدل الإلهي الموعودة وهذا لا يعني أنه لا توجد تطبيقات و آثار في عصر القائد المصلح و ما يرتبط به من زمان وما يلحقه .. و لتوضيح المعنى مثلا إن منهج الإمام الحسين (عليه السلام) في الثورة و التضحية التامة الكاملة الشاملة الكبرى كان لها الدور الرئيس في الحفاظ على الإسلام و مبادئه و أركانه الأساسية فلولا التضحية و الثورة الحسينية الكبرى لتمكن يزيد اللعين وكل من خلفه من زعماء الشر وطغاته من ان يفعل و يعمل و يتمكن على طمس كل المعالم الإسلامية و تهديم كل أركان الدين و مبادئه وهذا ليس بغريب و لا بمستبعد حيث أن معاوية لعنه الله قد عمل وعمد على طمس الدين بمخالفة العديد من المبادئ و الأحكام و الأركان الإسلامية فقد أباح الخمور شربا و بيعا و تجارة و أباح لبس الذهب و خالف النص القطعي بأن الولد للفراش فادعى زيادا و أباح بل أوجب سب وشتم و لعن أمير المؤمنين (عليه السلام) و غيرها من الموبقات و الانتهاكات و القبائح و المنكرات... هذا معاوية فما بالك في يزيد الذي كان معلنا للمنكرات و الفواحش و كانت أفعاله معلومة و مشاعة في المجتمع الإسلامي .. فالثورة الحسينية أرغمت يزيد نفسه على ادعاء الإسلام و التظاهر به و لولا ذلك لطمست معالم الإسلام إلى الأبد ..إضافة لذلك فان التطبيق و التأثير الخارجي للزحف و التضحية الحسينية لم يتوقف إلى هذا الحد و الوقت بل استمرت إلى باقي العصور و الخلفاء المتسلطين الذين تسلطوا بعد يزيد من أمويين و عباسيين و غيرهم وننتقل إلى عصرنا الحاضر ..وليكن مثالنا السيد المعلم الاستاذ الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره) فإن منهجه و سلوكه و نظريته الرسالية الأخلاقية الاجتماعية أرغمت الخط المقابل (المضاد الفكري والخصم الديني المؤسسة الدينية الانتهازية ) أن ينتهج ظاهرا نفس النهج والمنهج والسلوك الذي يدعيه ويسير عليه المرجع القائد المصلح ومؤسسته الإصلاحية ويكون ذلك النفاق والانتهازية بتامين ومباركة السلطة الحاكمة ودعمها بكافة الوسائل لتحقيق ذلك من اجل امتصاص نقمة المجتمع وتهدئته وتخديره بالدعم والترويج او بصنع لمرجعية تابعة للدولة يصب عملها ومنهجها وسيرتها في مصلحة السلطة الحاكمة و إدامة ظلمها وتسلطها .... )) ومنهج الصلاح والإصلاح الذي اختطه سماحة السيد الحسني لا يختلف عن مناهج من سبقه من المصلحين من حيث الجوهر و المضمون وان كان يختلف من حيث الأساليب المتبعة في نشر الرسالة الإصلاحية تبعا للظروف والمعطيات الخارجية ، ولا أريد الإطالة لكن انصح القارئ الكريم أن يطلع على المركز الإعلامي لمكتب سماحة السيد الحسني للإطلاع على المنهج الإصلاحي الذي سار عليه هذا المرجع المبارك . بقلم / د. علي الواسطي المراسلة / نور الزهراء الواسطي - - - - - - - - - - - - - - - - - تم إضافة المرفق التالي :