[email protected] ...... * حالت ظروف طارئة دون مشاركتي في المنتدى التفاكري ضمن كوكبة من الصحافيين والصحافيات من بلدي السودان الذي من المقرر أن يبدأ اليوم بالعاصمة الكينية نيروبي حول الميديا والنزاع. * هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها عقد مثل هذا الملتقى التفاكري، فقد شاركنا في ملتقيات سابقة في الخرطوم وجوبا ونيروبي، إلا أن الملتقى الحالي يتناول دور الإعلام والصحافة في محاصرة أسباب النزاعات – في وبين البلدين -(السودان وجنوب السودان). * ينعقد هذا اللقاء التفاكري في فترة ذات خصوصية استثنائية عالية في حاضر ومستقبل بلدي السودان، وسط متغيرات نحسبها إيجابية، توِّجت بالأمس بقمة الرئيسين البشير وسلفا بالخرطوم، وسط أجواء طيبة بعد اتفاق مُسبق على تجاوز كافة الخلافات القائمة بين الخرطوم وجوبا. * يجيء ملتقى نيروبي التفاكري، أيضاً وسط تزايد الوعي الشعبي بأهمية إعادة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها، بل ارتفعت أصوات في دولة الجنوب تطالب بالوحدة من جديد مع السودان. * يجيء أيضاً في ظل تنامي الوعي بالدور الكبير الذي يجب أن تلعبه الصحافة في محاصرة النزاعات وأسبابها، خاصة تلك التي تُغذِّيها النعرات الجهوية والقبلية، ورشحت مبادرات إيجابية وسط الصحافيين أنفسهم ضد العنف القبلي خاصة في دارفور. * مثل هذه المُلتقيات تصبُّ في اتجاه تفعيل الدور الواجب على أجهزة الإعلام والصحف لمحاصرة أسباب النزاعات، سواء داخل القطر الواحد أم فيما بين القطرين المتجاورين كما في حالة بلدينا، ونحن أكثر حاجة إلى تأمين السلام الذي تمَّ وتعزيز اتفاقيات التعاون التي تم التوقيع عليها وتنزيلها على أرض الواقع لصالح المواطنين هنا وهناك. * رغم غيابي المادي عن المشاركة في ملتقى نيروبي، إلا أنني أُبارك مثل هذه المبادرات الإيجابية التي تُسْهم في دفع الحراك الصحافي والإعلامي لإنهاء النزاعات ومحاصرة أسبابها، ونشر ثقافة السلام وقبول الآخر في الداخل وفي العالم المحيط بنا. * دعونا نقف جميعاً في صف واحد ضد كل أنواع النزاعات خاصة تلك التي تتم بين أبناء الوطن الواحد، أو بيننا وبين الأشقاء الذين خرجوا من رحم هذا الوطن، لإيماننا بأن السلام هو طريق الاستقرار والبناء لغدٍ أفضل يسع الجميع بلا هيمنة ولا إكراه ولا تسلُّط على الآخر.