(أ) غير عادي أن يحتفل النظام السياسي في البلد بما اسماه "مهرجان الصمغ العربي"..وأن يحتفل بذلك مناصفة في العاصمة الخرتوم والأبيض..لتستأثر بأموال يضخها هذا المهرجان لجيوب فئة محددة...بخلت واستكثرت أن يتم ذلك المهرجان كاملا "قمر 14" في عاصمة الصمغ "اللبيض" وزريبته..لا نزال نقول أن مهرجانات المزارعين ومعارضها يلزم أن تتم في أماكنها..أماكن الإنتاج ذاتها..مهرجان سمسم القضارف..مهرجان القطن في ود مدني أو بركات..مهرجان البرتكان في الباوقة..مهرجان النخيل والتمور في نوري مثلا.. (ب) العادي أن صديقنا الأديب غابرييل "جبرين" غارسيا ماركيز..أورد نبأ في رواياته أن الجنرال سيمون بوليفار محرر أمريكا الجنوبية من الاستعمار الأسباني..كان يداوم على شرب كباية صمغ عربي مغلي مع الشاهي كل صباح..فكانت عشيقاته بالعشرات..وكانت حيويته ونشاطه لا ينقطعان..ما يؤلم انه تقام مثل هذه المهرجانات "الفشنك" وتم ويتم اغتيال وحلق كل شدر الهشاب ابتداء من محطة الوساع وحتى نقطة تفتيش مدخل مدينة الأبيض..نحن نحتاج للتشجير والعناية بالمنتج ووضع برامج صارمة لإعادة غابات الهشاب..كما نحتاج لمهرجان سنوي في كل ولاية لمحاصيلها الرئيسية..والخرطوم يكفيها "معرض الخرطوم الدولي" في فبراير..مش "تكاوشنا" في محاصيلنا ومهرجاناتنا..أليس الخرتوم أكبر منتج للفساد!!؟ فالتحتفل به إذن!! ديباجة الحديس: الاتفاق المناسب للوطن..أفضل من كل صراخ الحكومة بمسح ما تسميه "التمرد"..وأفضل أيضا من دعاوي الجبهة الثورية في أكل الجيش السوداني حياً..