الخرطوم / يواجه السودان أزمة خطرة تهدد كيانه بجدية، فبعد أن ابتلعت قيادته طعم التقسيم هاهو يواجه بوادر تمرد في دارفور وحربا في الجنوب بالتزامن مع أزمة اقتصادية خانقة. وقالت بعثة الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في دارفور، إنها تخشى أن يستغل متمردو هذه المنطقة الواقعة غرب السودان والتي تشهد حربا أهلية التوتر بين جوباوالخرطوم. وجاء تعليق رئيس البعثة إبراهيم غمبري، رداً على ثلاث هجمات شنها متمردون في دارفور الثلاثاء الماضي. وقال في بيان، إنه في إطار التوتر المستمر بين السودان وجنوب السودان أشعر بقلق كبير لأن الحركات المسلحة تسعى إلى زعزعة الاستقرار في دارفور. في الأثناء أكدت مجموعة سودانية متمردة الجمعة، أنها قتلت 79 من أفراد الجيش السوداني وعناصر القوات شبه العسكرية في كمينين في ولاية النيل الأزرق المجاورة لجنوب السودان والتي تشهد معارك عنيفة منذ سبتمبر. وقال أرنو نغوتولو لودي، الناطق باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان، "الشمال" إن الجنود وأفراد الميليشيا ال 79 قتلوا في كمينين نصبا الثلاثاء والأربعاء في منطقة تبعد نحو 35 كلم عن الدمازين عاصمة النيل الأزرق. ولم يتسن التحقق من صحة هذه المعلومات بسبب القيود الشديدة على دخول المنطقة. كما لم يكن ممكنا الاتصال على الفور بالناطق باسم الجيش السوداني. وأشار لودي، إلى تجدد المعارك في النيل الأزرق منذ العاشر من أبريل الجاري، عندما استولت قوات جنوب السودان على منطقة "هجليج" الواقعة في ولاية جنوب كردفان المجاورة حيث يوجد بئر نفطية ضخمة. واتهم المتحدث باسم المتمردين الخرطوم باستخدام موضوع هجليج لتعبئة ميليشياتها ومقاتلين آخرين ضد الجيش الشعبي لتحرير السودان "الشمال". وتمكنت القوات السودانية من استعادة مدينة "هجليج" بولاية جنوب كردفان، من الجيش الشعبي بعد احتلالها من قبل دولة جنوب السودان. وقال وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين، خلال بيان تلاه في التلفزيون الرسمي، أن القوات المسلحة السودانية تمكنت من دخول المدينة وأدت صلاة الجمعة في مساجدها، بعد أن كبدوا قوات جنوب السودان خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.