جوبا (ا ف ب) - اعرب البنك الدولي الثلاثاء عن "قلقه العميق" بخصوص الاقتصاد المترنح في دولتي السودان وجنوب السودان من جراء خلافاتهما النفطية والحدودية والتي تسببت بمعارك كبيرة بين اواخر آذار/مارس ومطلع ايار/مايو. وجاء في بيان لهذه المؤسسة المالية "ان البنك الدولي قلق للغاية من وقع الخلافات النفطية التي لم تتم تسويتها على الاقتصاد والتنمية ونتائجها على الشعب أكان في جنوب السودان او السودان خصوصا بين الاكثر فقرا". واضاف البنك "نظرا الى الظروف الحياتية البالغة الصعوبة التي يعيشها سكان السودان وجنوب السودان يظهر التحليل الاقتصادي للبنك الدولي بدون التباس ان من مصلحة البلدين استئناف المحادثات بصورة عاجلة". وطالب ايضا الطرفين ب"حل سلمي لخلافاتهما الراهنة حول (...) النفط والمواضيع الاخرى". وعرض ايضا مساعدته للخرطوم وجوبا في آن واحد من اجل "حماية الاكثر فقرا في مواجهة الصعوبات الاقتصادية". وبين اواخر آذار/مارس ومطلع ايار/مايو وقعت معارك غير مسبوقة من حيث حجمها منذ ان اعلن جنوب السودان استقلاله في تموز/يوليو 2011، بين جيشي الخرطوموجوبا في منطقة حدودية متنازع عليها غنية بالنفط. والتوترات بين الجارين على اشدها منذ تموز/يوليو بسبب مسائل عالقة بينها ترسيم الحدود وعائدات النفط ووضع المناطق المتنازع عليها. ومع استقلال جنوب السودان ذهب 75% من الموارد النفطية التي كان يحصل عليها السودان قبل التقسيم الى الدولة الجديدة التي بقيت مع ذلك بحاجة للبنى التحتية الشمالية لتصدير الذهب الاسود. وفي غياب اتفاق على رسوم العبور التي يتوجب على جنوب السودان دفعها لاستخدام خط الانابيب الشمالي قررت الخرطوم اقتطاع قسم من الخام السوداني الجنوبي، ما اثار غضب جوبا التي اوقفت في كانون الثاني/يناير الماضي صادراتها النفطية مما حرم الدولة من 98% من عائداتها. ووصلت الازمة الى اوجها عندما استولى جيش جنوب السودان خلال عشرة ايام على منطقة هجليج التي يطالب بها البلدان لكنها خاضعة حتى الان لسيطرة الجيش السوداني. وتزود، هجليج التي تضررت منشآتها خلال المعارك، الخرطوم بنصف انتاجها النفطي. وقال وزير المالية السودانية الاثنين ان الخلاف مع جوبا بشأن رسوم عبور الخام كلف اقتصاد السودان 2,4 مليار دولار. واشار خبير اقتصادي اجنبي الى ان عائدات السودان النفطية الضعيفة اصلا، تراجعت اكثر بنسبة 20% --اي اكثر من 700 مليون دولار من الربح الفائت-- منذ تضرر منشآت هجليج.