أعلن وسيط السلام الأفريقي ثابو مبيكي السبت موافقة السودان على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق عشرة كيلومترات على الحدود مع جنوب السودان، وأكد أن الحكومة السودانية أبدت استعدادها لاستئناف المفاوضات مع جوبا حول القضايا العالقة استنادا إلى الاتفاقيات السابقة بين الدولتين. من جهتها، نقلت وكالة السودان للانباء (سونا) يوم السبت عن الرئيس السوداني عمر حسن البشير قوله ان السودان يريد سلاما دائما مع جنوب السودان ولكنه قال انه يتعين على جوبا وقف دعم المتمردين في المناطق الحدودية السودانية. وقال مبيكي إن المباحثات التي أجراها مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير في الخرطوم تركزت حول الملف الأمني، وأن “الرئيس البشير أكد أن السودان ملتزم بكل الاتفاقات الأمنية التي تم التوصل إليها". وتابع مبيكي “هذا يعني أن السودان يلتزم بإقامة منطقة عازلة على الحدود بين البلدين بعمق عشرة كيلومترات من كل جانب، وأن السودان يلتزم بوضع آلية مشتركة لمراقبة الحدود والمنطقة العازلة". ونقل مبيكي عن البشير قوله إن السودان وجنوب السودان “يحتاجان إلى السلام". ويسعى مبيكي -من خلال مهمته بين الخرطوموجوبا- لتحديد موعد لاستئناف المفاوضات بين الطرفين. وكان السودان قد جدد -على لسان وزير خارجيته- موقفه بشأن استئناف المفاوضات مع دولة جنوب السودان حول القضايا العالقة بينهما، وقال إن استئنافها رهن بالتزام الجنوب بالترتيبات الأمنية. وقال وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي -السبت في حوار مع وكالة “آكي" الإيطالية للأنباء- إن عودة بلاده ودولة جنوب السودان إلى المفاوضات تعتمد على “استطاعة الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي الحصول على التزام قاطع من الجنوب بالتفاوض على الترتيبات الأمنية". وتوجه مبيكي أمس الأحد إلى عاصمة جنوب السودان جوبا في إطار جهوده لاستئناف المفاوضات بين الطرفين. في حين وصل الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أمس إلى الخرطوم، في زيارة بطلب من الحكومة السودانية لبحث الأزمة مع جوبا والتطورات في دارفور. وادت خلافات بشأن النفط والامن والحدود الى نشوب اشتباكات الشهر الماضي واثارت لبرهة مخاوف من اندلاع حرب كاملة في واحدة من اهم المناطق النفطية في افريقيا. واصبح جنوب السودان مستقلا في يوليو 2011م بموجب اتفاقية سلام ابرمت عام 2005 مع الخرطوم وانهت حربا اهلية استمرت عشرات السنين. ولكن الجارين اخفقا في ترسيم الحدود المشتركة والاتفاق على المبالغ التي يتعين على جنوب السودان الذي ليس له منافذ بحرية دفعها لتصدير نفط من خلال السودان. والتقى البشير في ساعة متأخرة من مساء يوم السبت مع رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي الذي يحاول اعادة الطرفين الى طاولة المفاوضات في الاتحاد الافريقي. ومن المقرر ان يتوجه مبيكي الى جوبا يوم الجمعة. وذكرت سونا بعد الاجتماع ان البشير ابلغ مبيكي ان السودان ملتزم بسلام دائم ولكن يتعين على جنوب السودان وقف دعمه للمتمردين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق الحدوديتين وسحب كل قواته من هناك. وينفي جنوب السودان دعمه للمتمردين من الحركة الشعبية لتحرير السودان-الشمال الذين يقاتلون الجيش السوداني في الولايتين المجاورتين لجنوب السودان. وقال البشير ايضا لمبيكي انه من اجل تحقيق السلام يجب على جنوب السودان عدم مهاجمة السودان مرة اخرى. واستولى جيش جنوب السودان في الشهر الماضي على حقل هجليج النفطي الحدودي المتنازع عليه قبل اعلان انسحابه بعد ضغوط من مجلس الامن الدولي. وقال جنوب السودان انه لم يأخذ هجليج الا دفاعا عن النفس بعد ان هاجم السودان اراضيه من هناك. واتهم الخرطوم ايضا بقصف اراضيه بشكل متكرر. وينفي السودان ذلك. واخذ جنوب السودان ثلاثة ارباع انتاج السودان من النفط ويحتاج لتصدير نفطه عبر السودان ولكنه اخفق في الاتفاق مع الخرطوم على المبلغ الذي يتعين دفعه نظير ذلك. واوقف انتاجه الذي يبلغ حجمه 350 الف برميل يوميا في يناير كانون الثاني بعد ان بدأ السودان في مصادرة النفط مقابل ما يصفه الاخير رسوم لم يتم دفعها. والنفط هو شريان الحياة بالنسبة لاقتصادي البلدين.