وقع سبعون من الاكاديميين والفنانين والمثقفين الاسرائيليين عريضة تندد بحملة “تشويه السمعة" التي تقودها الحكومة ضد المهاجرين وادت الى اعتقال مهاجرين سودانيين جنوبيين تمهيدا لترحيلهم. ودعا موقعو العريضة التي نشرت الجمعة المسؤولين الاسرائيليين الى وقف “حملة تشويه سمعة الاجانب وطالبي اللجوء". وتقول الرسالة الموجهة الى كل من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والرئيس شيمون بيريز ان اسرائيل تملك الحق في بناء جدار على طول الحدود مع مصر لتجنب تسلل المهاجرين اليها وتحديد من له حق البقاء في الدولة العبرية. ولكن بحسب الموقعين فان سياسة “لا هجرة ولا مهاجرين غير اخلاقية". وتوصي الرسالة بالسماح لطالبي اللجوء الذين لا يستطيعون العودة الى بلدانهم بالحصول على اذون بالعمل مؤقتا في اسرائيل. وقال جوشوا سوبول وهو كاتب مسرحي و احد موقعي العريضة لاذاعة الجيش ان “الاجانب يعاملون كحيوانات برية ويستخدمون كبش فداء". واعتقلت شرطة الهجرة الاسرائيلية في الخمسة ايام الماضية 300 مهاجر غير شرعي غالبيتهم من جنوب السودان تمهيدا لترحيلهم. وقالت سابين حداد المتحدثة باسم وزارة الداخلية الجمعة لوكالة فرانس برس ان اكثر من 400 مهاجر اخر وافقوا على عرض السلطات الاسرائيلية لمدة اسبوع بدفع ثمن تذاكر طيرانهم والحصول على مبلغ قدره الف يورو للبالغين و300 دولار للاطفال. وستقلع اول طائرة تقل مهاجرين غير شرعيين الى جوبا عاصمة جنوب السودان مساء الاحد المقبل. وكانت محكمة اسرائيلية رفضت الاسبوع الماضي التماسا قدمته منظمات مدافعة عن حقوق الانسان ضد الغاء وزير الداخلية الاسرائيلي ايلي يشاي في كانون الثاني/يناير الماضي سياسة قديمة توفر للاجئين السودانيين الجنوبيين “حماية جماعية" او “حماية مؤقتة" بما يمنع ترحيلهم مما يعني طرد نحو 1500 مهاجر من جنوب السودان. وتشير ارقام الداخلية الاسرائيلية الى ان 62 الف مهاجر غير شرعي دخلوا اسرائيل منذ 2006 قادمين خصوصا من السودان وجنوب السودان واريتريا. وكان أعضاء من الكنيست الاسرائيلي شاركوا في الإحتجاجات المناهضة للأفارقة -مثل مظاهرة الشهر الماضي التي أدت إلى أعمال عنف عنصرية . وغالبية أعضاء الكنيست المشاركين في التظاهرات هم من اليمين. وأعلنت ميري ريجيف، العضوة في حزب الليكود الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الأفارقة (سرطان) في جسد اسرائيل. وادعى مايكل بن آري من حزب الاتحاد الوطني اليميني المتطرف أن الأفارقة مغتصبون، وقال ( إن وقت الكلام قد إنتهى) . وقال وزير الداخلية إيلي يشاي عام 2009، وهو يتحدث لإذاعة الجيش الاسرائيلي إن طالبي اللجوء يجلبون معهم (وفرة من الأمراض) للبلاد. وفي عام 2010، علق نتنياهو قائلاً ان الأفارقة يشكلون (تهديداً ملموساً للطابع اليهودي والديمقراطي) لإسرائيل . وأوردت صحيفة لوس انجلوس تايمز 8 يونيو نتائج إستطلاع رأي وسط الإسرائيلين أجراه المعهد الديمقراطي مع جامعة تل ابيب ، وأوضحت النتائج أن 52% من الاسرائيليين يؤيدون وصف المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين بالسرطان. وتعتبر نتائج الإستطلاع إشارة إلى العمق الذي ذهبت إليه مشاعر العنصرية والخوف من الأجانب في المجتمع الاسرائيلي الذي تشكل أصلاً من مهاجرين عانوا الإضطهاد العنصري والديني . ومن كل (5) اسرائيليين أيد (4) المظاهرات ضد المهاجرين الأفارقة ، وقال ثلث المستطلعين انهم يوحدون أنفسهم مع أعمال العنف العنصرية التي اندلعت ضد المهاجرين . وعزا مراقبون تزايد العنصرية في اسرائيل لصعود اليمين وتزايد أعداد المهاجرين الروس ، الذين يغلب على ثقافتهم السياسية الإنغلاق ، وتثور شكوك حول هويتهم اليهودية إبتداء ، مما يجعلهم يميلون إلى التطرف لإثبات هويتهم ، وهذه نزعة عامة لدى (الهجين ) ، تلاحظ في (هجين) السودان الذين يؤكدون عروبتهم بالغلواء في العنصرية . والجدير بالملاحظة ان لفظة (سرطان) التي استخدمها اليمين الإسرائيلي لوصف المهاجرين الافارقة هي نفسها اللفظة المحببة لدى الطيب مصطفى – رئيس ما يسمى بمنبر السلام العادل وخال المشير عمر البشير – في وصف الجنوبيين والدارفوريين وغيرهم من أبناء القوميات المهمشة ، وهي كذلك قريبة من لفظة (الحشرات) التي أطلقها عمر البشير على الجنوبيين ، مما يؤكد ان (اليمين) واحد ، وان اختلفت أديانه وجنسياته .