(وكالات) قالت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية في عددها الصادر أمس السبت، إن آمال الشعب السودانى في تحقيق “ربيع عربي" كما حدث في العديد من الدول العربية، ليست أمراً بعيد المنال. وأوردت الصحيفة الأمريكية – في تعليق على موقعها الإلكتروني- إن المظاهرات التي نظمها السودانيون قبل ما يقرب من أسبوعين، عززت الآمال بداخلهم من أجل إطلاق “ربيع السودان" في موازاة للاحتجاجات التي أطاحت بالأنظمة الديكتاتورية في كل من مصر وتونس. ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من سخرية الحكومة السودانية من خروج الالآف من المتظاهرين السودانين فيما أسموه “جمعة لحس الكوع" -التي تعنى باللهجة السودانية الدارجة “استحالة فعل الشيء"- غير أن مظاهرات حاشدة قد عمت شوارع العاصمة الخرطوم والمدن من حولها، في مطالبة بإسقاط نظام الرئيس السوداني عمر البشير. وأردفت الصحيفة تقول إن البشير سعى للتقليل من أهمية هذه الاضطرابات.. حيث أشار إلى أن هذه المسيرات ليست سوى أعمال مثيرة للشغب وإنها ليست ثورة حقيقية. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المظاهرات جاءت نتيجة لقرار الحكومة بإلغاء دعم أسعار الوقود، إذ تعد تلك المسيرات هى أكبر حملة تشن ضد الرئيس عمر البشير منذ توليه حكم البلاد في أعقاب انقلاب عام 1989. وأوضحت الصحيفة أن مطالب النشطاء قد تمثلت في مجموعة من التغييرات الجذرية بما في ذلك استقالة الحكومة، والإفراج عن السجناء السياسيين وإنهاء الاحتكار العرقي للسلطة. وتابعت: “إلا أن حكومة البشير ردت بالرصاص المطاطي إلى جانب الغاز المسيل للدموع، مما أسفر عن إصابات متفاوتة وقعت بين المتظاهرين، منها حالات إغماء بسبب استنشاق الغاز". ونوهت الصحيفة إلى أن السودان يقع بالفعل تحت ضغط من المخاوف الاقتصادية الخاصة به، نتيجة لانفصال جنوب السودان وقطع خطوط أنابيب النفط،مشيرة إلى أن الحكومة السودانية كانت قد بلغت أقصى درجات اليأس خلال الشهر الماضي، الأمر الذي تمثل في إرسال رسائل نصية مطالبة للتبرعات لقواتها العسكرية. وأشارت الصحيفة إلى أن وقف دعم الوقود كان جزءا من حزمة من التخفيضات في الحكومة الرامية إلى الحد من النزف المالي في السودان. يذكر أن الدعوة للخروج في مظاهرات جمعة “لحس الكوع" أطلقها ناشطون سودانيون تحديا لمساعد البشير الدكتور نافع علي نافع، الذي تحدى من يفكر في إسقاط النظام بأنه يمكن أن يلحس الكوع ، لاستحالة ذلك.