ذكر النائب الأول لرئيس الجمهورية على عثمان محمد طه، إن الأرزاق لاينقصها ولا يزيدها إنخفاض أو ارتفاع الدولار لأنها مكتوبة عند الله الذى لا تنفذ خزائنه. ودعا طه المصلين بمسجد كادوقلى العتيق عقب إفتتاحه اول أمس، للتمسك بقيم الدين والعقيدة حتى لا يدخل عليهم باب من الشرك ولا يجزعوا من ارتفاع الأسعار والإجراءات الإقتصادية . وعلق محلل سياسي استطلعته (حريات) على حديث طه بقوله: ها هو علي عثمان ينتقل من خانة shoot to kill وهي الجملة التي وجهها إلى منسوبي القوات النظامية لمنع تجارة الحدود مع الجنوب وضرب المهربين لقتلهم عوضا عن تعويقهم، إلى هذا الخطاب القدري الذي يؤكد أن الله فاعل كل شيء وأنه ما علينا إلا الإيمان بالقضاء والقدر. وأضاف المحلل: المسلمون يؤمنون بالقضاء والقدر كجزء من عقيدتهم ولكن ليس بهذا الشكل الاتكالي والتخديري الذي تطلقه الحكومات حال عجزها وتعليق فشلها على شماعة القضاء والقدر، ويؤكد الإسلام أن ما يحدث للناس نتاج أفعالهم واختياراتهم (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) ,و (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)، و ان الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا ينصر الظالمة وإن كانت مؤمنة. بل إن الله يؤكد في كتابه الكريم إن ما يفعله أكابر المجرمين في المجتمع من إفساد سوف يدفعون هم ثمنه قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) فبطش الإنقاذ بالعباد وظلمها إياهم وأكلها أموالهم بالباطل وإفسادها للبيئة وللمجتمع وإحياؤها للعنصرية النتنة وغير ذلك من اشكال الفساد هو من كسب الإنقاذ الذي قادنا للوضع الحالي وسوف تدور عليهم دائرة السوء بإذن الله. أما حديث طه عن أن انخفاض الدولار وارتفاعه لا يؤثر فتكذبه الوقائع. إن أي مبتدئ في الحساب يعلم أن تدهور قيمة الجنيه إزاء الدولار في بحر عام واحد من 2.5 ألف جنيه للدولار إلى 6.5 ألف جنيه للدولار يعني أن العملة فقدت 62% من قيمتها. وهذا يؤثر تأثيرا مباشرا على الأرزاق، فإن الجنيه الذي كان في جيبك قبل عام فقد قيمته الشرائية بشكل كبير، وصرت تحتاج إلى ما يقارب ثلاثة جنيهات لتشتري ما كنت تشتريه بجنيه. وخطاب علي عثمان وغيره من قادة الانقاذ الذي يحاول استغلال الدين كغطاء للفساد والاستبداد يؤكد ما ظل يردده المتظاهرون عن رفضهم ل ( تجار الدين ) .