انسحاب وزراء في حكومة النهضة بعد الخطاب تونس اتهم الرئيس التونسي منصف المرزوقي الجمعة، حركة النهضة الإسلامية التي يتقاسم معها حكم تونس، بأنها تمارس أساليب نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي في عملية السيطرة على مؤسسات ودوائر الحكم في البلاد. وأغضبت اتهامات المرزوقي وزراء في حكومة النهضة، قبل أن يقرروا الانسحاب من الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الثاني لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية. ومن بين هؤلاء الوزراء، علي العريض وزير الداخلية، ومحمد بن سالم، وزير الفلاحة، وسمير ديلو وزير حقوق الإنسان. وقال المرزوقي في كلمة ألقاها عنه بالنيابة وليد حدوق،: "إن ممارسات حركة النهضة الإسلامية أو "الحزب الحاكم" تشبه ممارسات بن علي بخصوص السيطرة على مختلف دوائر الحكم، وتعيين اتباعه في مختلف المراكز الحساسة للدولة الى جانب المماطلة في تحقيق التنمية". وحاول المرزوقي، مؤسس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية التخفيف من وطأة هذه التشبيه، حيث قال "أتمنى أن يواصل الحزب إنجاح تجربة فريدة في التحالف بين العلمانيين والإسلاميين المعتدلين". وأضاف أن هذا التحالف بين حزبه وحركة النهضة الإسلامية، وحزب التكتل من أجل العمل والحريات "ليس إنتهازيا كما يشيع البعض". وانطلقت مساء الجمعة أعمال المؤتمر الوطني الثاني لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية تحت شعار "ملتزمون" وسجل حضور أغلب قيادي ونواب حركة النهضة وحزب النهضة على غرار عبد الفتاح مورو وراشد الغنوشي وأغلب وزراء الحكومة ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر في حين سجل غياب رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي . وحضر العديد من الوجوه السياسية والحقوقية في تونس افتتاح المؤتمر الذي سيمتد على مدى ثلاثة ايام 24 و25 و26 من آب/اغسطس الجاري بقصر المؤتمرات. ومن جهة أخرى، شدد المرزوقي على ضرورة أن يتم "تضمين حقوق الإنسان والمرأة بوضوح" في الدستور التونسي الجديد، ودعا إلى إجراء الإنتخابات المقبلة في موعدها "لتفويت الفرصة على المتربصين بالثورة"، على حد تعبيره. كما حذر من مخاطر إنفجار النعرات الجهوية والقبلية في بلاده، وقال إنه "إذا كان صائبا اقرار قانون يمنع التعدي على المقدسات، فإنه من الضروري ايضا سن قانون يمنع التكفير". يشار إلى أن المرزوقي تخلى عن قيادة حزبه "المؤتمر من أجل الجمهورية" فور تسلمه منصب الرئاسة في كانون الأول/ديسمبر الماضي"، علما وأن الأمين العام لهذا الحزب محمد عبو سبق له أن أعلن قبل بدء أعمال المؤتمر الثاني لحزبه أن المرزوقي سيكون مرشح حزبه إلى الإنتخابات الرئاسية المقبلة. وستتواصل أعمال هذا المؤتمر على مدى ثلاثة أيام، حيث سيتم خلاله إنتخاب أمين عام جديد له، بالإضافة إلى انتخاب أعضاء المكتب السياسي لهذا الحزب الذي تأسس عام 2001. وفاز حزب المرزوقي ب29 مقعدا في إنتخابات 23 أكتوبر/تشرين ثاني الماضي، لكنه شهد انقسامات داخلية أسفرت عن انشقاق مجموعة شكلت حزبا جديدا هو "حركة وفاء"، بالإضافة إلى إنقسام كتلته النيابية في المجلس التأسيسي.
