(حريات) أقام مركز الخاتم عدلان للاستنارة بالخرطوم أمس الأول الاثنين 10 سبتمبر ندوة عن وضع الصحافة السودانية تحدث فيها نخبة من الصحفيين الكبار وأمنوا على الأزمة الراهنة التي تعيشها المهنة وحددوا في ذات السياق المحددات والعقبات الأساسية التي تقف أمام تطور المهنة وتحول دون أدائها لوجباتها بالصورة الأكمل، مؤكدين أن ذلك لا ينفصل عن مجمل الأوضاع السيئة بالبلاد. وقال الصحفي الكبير فيصل محمد صالح إن الصحافة في السودان كانت هي المنبر الأول للحراك السياسي السوداني قبل الأحزاب والنقابات وهي تؤدي هذا الدور حتى الآن، مشيرا في ذات الوقت إلى أنها ظلت باستمرار تتأثر بالأنظمة المتعاقبة، موضحاً انها حالياً تتعرض لهجمة شرسة من قبل النظام الحاكم مثلها مثل بقية المؤسسات المدنية. وأضاف فيصل أن هنالك محدد قانوني يحد من حركة الصحافيين وذلك وفق مواد بالقانون الجنائي وقانون الأمن الوطني، مبيناً أنه حتى الرقابة الحالية على الصحف مرجعيتها قانون الأمن ولا توجد أية مادة في قانون الصحافة والمطبوعات الحالي ذات علاقة بالرقابة، لافتاً إلى أنه حتى إغلاق الصحف لا يتم بالرجوع إلى قانون الصحافة ولا يتم بأحكام قضائية. وأوضح فيصل أن هنالك أيضاً محددات إقتصادية مثل ارتفاع أسعار مدخلات الطباعة بالإضافة إلى عدم وجود أي دعم لها من قبل الدولة مثل تقديم تسهيلات وما شابه ذلك كاشفاً عن أن أكبر وأفضل مطبعة الآن يمتلكها جهاز الأمن في إشارة إلى أن الدولة أصبحت الآن تحتكر صناعة الصحف والمدخلات الطباعية. ووصف فيصل الواقع الصحفي حالياً بالمسيئ والمزري حيث أن هنالك رقابة على الصحف وصحفيين ممنوعين من الكتابة وصحف موقوفة بدون أسباب. وفي السياق اعتبرت الكاتبة الصحفية والناشطة السياسية رشا عوض أن أزمة الصحافة جزء من الأزمة الكلية التي تعيشها البلاد، وزادت: “نحن في واقع مأزوم ولا يمكن أن نحلم بصحافة حرة في ظل هذا الواقع"، وأضافت أنه في ظل نظام يرغب في تدجين المجتمع وتكميم الأفواه فإن العدو اللدود له بالتأكيد ستكون الصحافة الحرة، مشيرةً إلى أن هنالك أسماء وموضوعات لا يمكن الحديث بها وعنها في الصحف وهذه أزمة مثل البشير وأخوانه وعبد الرحيم وقضية الرباط إلى جانب موضوع الجنائية. وقالت رشا إن ملفات الفساد هي عبارة عن تصفية حسابات بين قيادات النظام وتكون دائما بلا ثمار على حد وصفها بمعنى أنه لا يكون هنالك محاكم ولا عقوبات تقع على مرتكبي جرائم الفساد هذه. ودعت رشا الصحفيين إلى ترك المساومات والإلتفاف حول شعار واحد وهو صحافة حرة أو لا صحافة معتبرةً أن هذا وحده هو الذي يمكن أن يوصل الصحفيين إلى مبتغاهم. الجدير بالذكر أنه تحدث في الندوة إلى جانب فيصل محمد صالح ورشا عوض الأستاذين عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة التيار الموقوفة وضياء الدين بلال رئيس تحرير صحيفة السوداني، وشهدت الندوة عدداً من المداخلات من الحضور وأداراها الأستاذ عبد الله الشيخ رئيس تحرير صحيفة أجراس الحرية السابق والكاتب الصحفي المعروف.