(حريات) بيان من اتحاد الكتاب السودانيين حول الفيلم المسيء للإسلام وتداعياته يصدر هذا البيان، ابتداءً، وقبل أيِّ شئ آخر، للدفاع عن توقير المقدَّس، إذ يدين اتحادنا، من موقع حرصه التام على هذه القيمة الجليلة، وعدم التسامح مع أوهى محاولة للمساس بها، الشرائح التي تم بثها، حتى الآن، على موقع اليوتيوب، بعنوان “براءة المسلمين"، بما تتضمنه من إساءة بالغة للنبي الكريم، سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه، وبعثته السماوية، ورسالته المقدسة، وأمته جمعاء، وعمد إلى نشر ثقافة الكراهية للآخر المختلف، مما أثار، بحق، مشاعر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وفجر فتنة تتهدد كل ما أنجزت البشرية على صعيد الاستدبار المطلوب لإرث الحروب الصليبية البغيض، وما ظلت ترسي، بشق الأنفس، من علائق الاحترام المتبادل بين شتى الأديان والمعتقدات طوال القرون الماضية. ثم إن هذا البيان يصدر، أيضاً، للدفاع عن الفن، إذ يستهجن اتحادنا، بكامل ما توفر لديه من خبرة بالإبداع، تلك الشرائح التي جمعت التفاهة الفنية إلى الانحطاط الأخلاقي، وأساءت إلى كل الجوانب المشرقة في تاريخ السينما. ولولا حساسية المضمون الذي تناولته، بأصابع خشنة وأظافر متسخة، لما لفتت انتباه أحد. لقد تسببت في الهجوم على أقوام، وإزهاق أرواح، وإراقة دماء، فهي، على ما يَسِمُها من استخدام رخيص للخيال، وانعدام بات للقيمة الفنية، أبشع من أسلحة الدمار الشامل. إلى ذلك فإن اتحادنا، مع تقديره التام لدوافع الغضبة الشعبية التي هزت أرجاء العالم الإسلامي، ومن ضمنها بلادنا، ومع وقوفه مع حق المتظاهرين في التعبير، كحق أصيل من حقوق الإنسان، إنما يشجب، من ناحية، الاعتداء على البعثات الأجنبية والمبعوثين الأجانب، فلا ينبغي أن يكون المسلمون مصابين بحول البصائر كي لا يروا سوى هؤلاء سبباً لتلك الجريمة الشنعاء، كما ولا ينبغي لهم أن يكونوا مفاليس من أي خيال، عدا ذلك الخيال الجديب، يعينهم على حماية بيضة دينهم؛ ويشجب الاتحاد، من ناحية أخرى، مغالاة السلطة في استخدام العنف ضد المتظاهرين، حد قتلهم، كما حدث في الخرطوم وغيرها من العواصم الإسلامية، بدعوى حماية تلك البعثات وأولئك المبعوثين، فثمة ألف وسيلة ووسيلة أخرى أكثر تحضراً للقيام بواجب حماية السفارات وضيوف البلاد من الدبلوماسيين.