محمد شريف: نجا ركاب طائرة سودانية متجهة الى بورتسودان من الموت المحقق بعد ان فشلت الطائرة في الاقلاع من مدرج مطار الخرطوم بسبب عطل فني وفشلت جهود الشركة المنظمة للرحلة على اصلاح العطب لاكثر من ست ساعات ما أدى الى تأخير الرحلة وتذمر الركاب ودخولهم في نقاش وجدل مع مناديب الشركة الذين اقترحوا على المسافرين البالغ عددهم (130) راكبا ترحيل مائة من المسافرين عبر طائرة صغيرة الحجم ووجد اقتراحهم الرفض لتشرع الشركة في نقل كل الركاب بالطائرة الكبيرة التي لم تستطع التحليق وانطفأت انوارها الداخلية وخرج الركاب منها على ضوء الهاتف السيار يحمدون الله على النجاة والسلامة وسافر البعض بطائرة اخرى صغيرة الحجم وعاد الآخرون الى المنازل . اتصالات هاتفية عديدة ورسائل الكترونية تلقتها (الصحافة ) اكد فيها ركاب الطائرة مقاضاة المسؤولين عن الرحلة بدعوى تعريض حياة الركاب للخطر وان الاهمال والتجاهل واللامبالاة كاد ان يتسبب في ازهاق ارواحهم . وبحسب رواية الركاب فقد حضر الجميع الى المطار في تمام الساعة الخامسة مساء وكان الاقلاع في السابعة مساء وتمت الاجراءات في الصالة الاخيرة وظل الجميع في انتظار الطائرة حتى الساعة العاشرة مساء دون اي اخطار رسمي عبر الميكرفون الداخلي بسبب تأخير الرحلة ،واكتفت الشركة بحضور بعض الموظفين الذين ظلوا يعتذرون للركاب شفاهة ويقولون ان هناك عطلاً فنياً بالطائرة الكبيرة ويقترحون تخيض عدد الركاب وتخلف 23 راكبا تلتزم الشركة بترحيلهم بنصف القيمة في اليوم الثاني ووجد اقتراحهم الرفض من الجميع خاصة بعد ان علموا ان بعض الموظفين اغلقوا هواتفهم وقالوا لهم بالصوت الواحد نريد ان نسافر معا ويجب عليكم قبل صيانة الطائرة المتعطلة . بعد ساعات من التأخير والهرج والمرج حضر احد الموظفين وقال لهم ان الطائرة جاهزة للاقلاع ووافق بعض الركاب على السفر وقرر البعض الآخر مغادرة المطار خوفا من ركوب الطائرة بعد ان علموا ان سبب التأخير عطل فني وداخل الطائرة وبعد ربط الاحزمة اعتذر الكابتن للمسافرين واثناء الاستعداد للاقلاع من المدرج الرئيس فجأة توقفت محركات الطائرة وانطفأت الانوار الداخلية وتوقف التكييف الداخلي وكاد البعض يختنق لغياب التهوية وانتظر الجميع وصول الونش الذي غادر مكان الطائرة وتعرضت سيدة للاختناق مما استدعى مناداة الاسعاف وبدأ المسافرون ينزلون منها على ضوء الموبايل وقرروا الاعتصام في ممر الهبوط ورفضوا ركوب البصات والعودة الى صالة المغادرة مما استدعى تدخل رجال امن المطار . الازمة انتهت بتوفير طائرة اخرى صغيرة الحجم في المطار وتحرك المسافرون نحوها على الارجل وهم يحملون الحقائب وقرر البعض العودة الى المنازل خوفا من هذه الرحلة التي وصفوها بالمشئومة وجازف البعض بحياتهم وركبوا الطائرة التي وصلت بورتسودان في الواحدة صباح اليوم التالي