شاهد عيان للطائرات الاسرائيلية التي قصفت اليرموك : معتصم حمودة رغم إنني كاتب ومحرر صحفي منذ خمس سنوات في صحيفة القوات المسلحة ، ومداوم علي الكتابة في بعض المواقع الالكترونية الاخري، إلا إن يوم الثلاثاء الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل كان يوما مختلفا لدي، حيث تجدد الشعور بالرعب والخوف لدي أضعاف المرات عقب أحداث مقتل قرنق وما عقبه من أحداث مأساوية ، ومرة أخري شعرنا نحن سكان جنوبالخرطوم وخاصة سكان الكلاكلات والشقيلاب ، بعد مشاهدة طائرة بيضاء كبيرة ، استطاعت التشويش على أجهزة الكمبيوتر على الأرض وأجهزة الاتصالات خاصة شبكة الهاتف السيار حيث اختفت من بعض الهواتف ، وعادت بعد نصف ساعة ، وبعد ظهور الطائرة البيضاء مباشرة كانت تحلق مقاتلات حربية بارتفاع منخفض جدا وصوت محركاتها اهتزت له منازلنا ،وكان صوتها مثل طائرات F16 التي اعرف صوتها جيدا، فقد عشت بعض من حياتي في سلطنة عمان في المنطقة الشرقية وكانت هنالك قاعدة في جزيرة مصيرة تابعة لسلاح الجو السلطاني العماني بالقرب من منطقتنا. في تلك اللحظة تأكدت بان تلك الطائرات لا تريد إلحاق أذي بأي أهداف مدنية ، لو أرادت أن تقصف الأحياء السكنية الماهؤلة بالسكان لفعلت، ولكنها تجاوزت الأحياء السكنية إلي الاتجاه الشمالي الشرقي اتجاه الكلاكلة شرق ، بعد أن أطلقت، قذيفة مضيئة حتي اعتقدت في بداية الأمر أن احدي الطائرات انفجرت وسقطت، ثم عاودت الطائرات الكرة مرة أخري بإطلاق قذيفتين، في اتجاه مجمع اليرموك، وتأكدت فعلا بأننا لا نتحكم بمصيرنا وان بلادنا ضعيفة وأرواحنا مستباحة من قبل قوي ليس بمقدورنا الرد عليها أو صدها وليس لدينا سوي لطف الله بنا ورحمته ، وفي محاولة يائسة بطيئة وضعيف بقدرة عسكرية شبه معدومة تقريبا، شاهدت بعض طلقات من المضادات الأرضية عبارة عن مجموعة من طلقات الدوشكا من الناحية الشمالية مباشرة ، انطلقت في السماء في محاولة ردع الطائرات ولكن دون جدوى ثم توقف إطلاقها ، بينما استمرت الطائرات المعتدية بالارتفاع أكثر والمناورة لمدة دقائق ، ولم يلحق بها أي مكروه ، وبعد قرابة النصف ساعة اختفت الطائرات ،وعادت شبكة الهاتف السيار، واتصلت ببعض الأهل في ولاية الخرطوم وخارجها وأخبرتهم بتعرض بعض المواقع للقصف بواسطة طائرات مجهولة ،وإثناء ذلك كان التلفزيوني القومي يبث أغاني عن فنان، وقناة الشروق تبث فيلم وثائقي، والحمد لله وكل عام والسودان بخير. معتصم حمودة