بيان الجبهة السودانية للتغيير أيها الشعب السوداني العظيم لقد تابعتم الهجوم المبيت والغادر الذي شنه حزب المؤتمر الوطني علي ولاية جنوب النيل الأزرق الآمنة، فروع مواطنيها، وشرد وقتل ساكنيها، متخطيا بذلك كل الأعراف الدولية، والمعاهدات الإنسانية، والشرائع السماوية التي تلزمه حرمة المحافظة علي أرواح، ودماء، وممتلكات المدنيين، وعدم الزج بهم في أتون معاركه السياسية الخاسرة. لقد لجأ حزب المؤتمر الوطني كعادته للحلول الأمنية والعسكرية لحسم قضايا سياسية وقع عليها في اتفاقيات ملزم بالوفاء بها، ودفع استحقاقاتها وفقا لبنودها. أيها الشعب السوداني الصابر إن ممارسات حزب المؤتمر الوطني قد أوصلت البلاد إلي حافة الهاوية، وصارت في مفترق طرق تقود نهاياتها إلي المجهول، فاليأس في وجود حل سياسي للأزمة السودانية العميقة سيقود إلي مزيد من التمزق والتشتت والاحتراب ولن يكون انفصال الجنوب هو الأخير. أيها الشعب السوداني الأبي ان انسداد الأفق في حل سياسي شامل وعادل جعل النظام يقوم بمغامراته الطائشة والغير محسوبة النتائج والمآلات، فالهجوم علي ولاية جنوب النيل الأزق، ومن قبلها منطقة أبيي، وجبال النوبة وقضية دارفور التي أصبحت عصية علي الحل بسبب مراوغة النظام، كل تلك القضايا السياسية التي تحتاج لحل سياسي عادل تؤكد للشعب السوداني ان هذا النظام يفتقد البرنامج السياسي الشامل لحل القضايا الوطنية المصيرية وبالتالي يفتقد الرؤية السليمة للتمييز بين القضايا السياسية والقضايا السيادية الأمر الذي عرض البلاد برمتها إي خطر وشيك. إن سياسة صرف الأنظار عن الواقع الاقتصادي المنهار والتردي المعيشي المذري جعل النظام يلتمس حلولا في اللجوء إلي سياسة الاقصاء، والعنف، وتكميم الأفواه، ومصادرة الرأي الآخر، وتصدير الموت، والحروب العبثية إلي الهامش، حتى يتمكن من قمع كل الأصوات التي تعارضه ليظل محتفظا بالسلطة ونهب ما تبقي من ثروة. أيها الشعب السوداني العظيم ظل هذا النظام ومنذ استيلاءه علي السلطة يستعمل العنف المميت منهجا في مواجهة كل المطالب السياسية، وكل محاولاته اليائسة لتبرير عدوانه علي منطقة جنوب النيل الأزرق يكذبها الواقع وذلك للآتي من أسباب: أولا: إن هذا النظام ومنذ سرقته للسلطة بليل تخصص في إبادة الشعب السوداني الذي حكمه بالحديد والنار بدءا بسياسة التجويع والإذلال ممثلا في التعذيب المنهجي، وبيوت الأشباح، والفصل التعسفي، واحتكار السوق لصالح منسوبيه، والسرقة المنظمة لموارد البلاد. ثانيا: مهد لحملة جنوب النيل الأزرق في وسائل إعلامه المختلفة مهاجما الحركة الشعبية قطاع الشمال. ثالثا: تنصله الفاضح عن كل الاتفاقيات التي وقعها وآخرها إتفاقية أديس أبابا بين (عقار- نافع) بالرغم من محاولات والي جنوب النيل الأزرق (مالك عقار) أن يتم حل النزاع في أطر تفاوضية سلمية. رابعا: التمهيد لهذه الحرب قبل وقت ليس بالقليل وتمثل ذلك في تجييش المليشيات، ونقل العتاد الحربي إلي ولاية جنوب النيل الأزرق متذرعا بمقولة (إن السلام تحرسة القوة). خامسا: تزامن ذلك في الاستثمار السياسي الرخيص للحالة الليبية وتحريض الثوار الليبيين علي ارتكاب المجازر ضد الأفارقة وبصفة خاصة ضد عناصر حركة العدل والمساواة لتصفية قضية الهامش. سادسا: إن نهج هذا النظام يقوم علي الإبادة الجماعية الشاملة مستغلا حالة الإفلات من العقاب وتقاعس المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته تجاه عشرات القرارات الأممية التي أصدرها تحت الفصل السابع ضد ممارسات هذا النظام الدموية. أيها الشعب السوداني إن هذا النظام قد وضع كل قوي الهامش، والقوي الديمقراطية، والحركات المسلحة، والأحزاب المركزية، ومنظمات المجتمع المدني، والاتحادات الطلابية، واتحاد المرأة، والنقابات، والاتحادات أمام خيار واحد وهو خيار المواجهة الشاملة لإسقاطه وبناء دولة الديمقراطية، والعدالة، والحرية والمساواة، ولتحقيق ذلك الهدف تناشد الجبهة السودانية للتغيير كافة أبناء الشعب السوداني للثورة علي هذا النظام لاقتلاعه والزج به حيث يستحق. كما نناشد كافة منظمات المجتمع الدولي الإنسانية أن تتحمل مسؤولياتها تجاه المشردين والمنزحين. كما تشارك الجبهة السودانية للتغيير أسر الضحايا أحزانهم في فقد أعزائهم وتتمني للجرحي عاجل الشفاء وللمشردين الاستقرار. عاش كفاح الشعب السوداني الجبهة السودانية للتغيير SFC