حسن الطيب يري الكثيرون من المثقفون السودانيون بأن مشاكل البلاد دينية ، وهذا ليس صحيحاً لأن الواقع المعاش يؤكد بأن مصدر المشاكل السبب فيه التعددية الثقافية والعرقية وأنعدام الأخلاق. وعن مظاهر أزمة الأخلاق يقول الفقهاء وعلماء الدين، هي حالة الكبر التي تسيطر علي بعض الناس ، فيتعالون على خلق الله ويظنون أنهم أعلى من الناس وأفضل منهم ، ولكن هم المتفيهقون الذين وصفهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببعض صفاتهم حين سئل عنهم بأنهم المتكبرون . إذ من أبرز صفات المتكبر التعاظم في كلامه ، والارتفاع على الناس في الحديث ، وإذا كان مثقفاً فإنه يحاول التحدث بالغريب من الكلام إظهاراً لفضله كما يحلو له! وازدراءً لغيره ، وتلك علة خلقية داخل نفسية المتفيهق، لذلك يكون بعيداً في الدنيا عن قلوب الناس، معزولاً عن خيارهم، مقروناً في الآخرة بمن أبغضهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا, وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون" قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟. قال: "المتكبرون". إنهم يعيشون أزمة حقيقة سببها ضعف نفوسهم ومرض قلوبهم، إذ لو كانوا يعلمون ويفقهون لتواضعوا ولرفعهم الله بذلك التواضع عنده وعند خلقه: يقول القائل:.. تواضع تكن كالنجم لاح لناظر *** على صفحات الماء وهو رفيع ولا تك كالدخان يعلو بنفسه ****على طبقات الجو وهو وضيع *فالأخلاق الحسنة تعكس ثقافة الأمة وحضارتها ، وبقدر ما تعلو أخلاق الأمة تعلو حضارتها وتلفت الأنظار لها ويتحير أعداؤها فيها ، وبقدر ما تنحط أخلاقها وتضيع قيمها تنحط حضارتها وتذهب هيبتها بين الأمم ، وكم سادت أمة ولو كانت كافرة وعلت على غيرها بتمسكها بمحاسن الأخلاق كالعدل وحفظ الحقوق وغيره ، وكم ذلت أمة ولو كانت مسلمة وضاعت وقهرت بتضييعها لتلكم الأخلاق. *يقول شوقي رحمه الله:.. إنما الأمم الأخلاق ما بقيت **** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا وهذا ماحدث في السودان بسبب النظام الذي قال عنه الشيخ علي جاويش المراقب العام للإخوان المسلمين ل« آخر لحظة » في/5/ يناير/2013» أن النظام في حالة ضعف شديد ونقاط قوته توقفت بسبب ممارساته السالبة وسياساته الخاطئة التي قال إنها ساهمت في انتشار الفساد وتدهور الأخلاق. واخيراً اقول، نحن أمام أزمة أخلاق أكثر من كوننا أمام أزمة دين.