قال السفير البريطاني بالخرطوم، نيكولاس كاي، ان الخطوات تجاه اعفاء السودان من ديونه الخارجية تسير بشكل جيد، ورأى ان السودان مؤهل لاعفاء ديونه بشكل تقني، وأعلن ان زيارة نائب الرئيس علي عثمان محمد طه الى لندن التي كان مقررا لها العام الماضي قائمة ولم تلغ ، واكد ان ما يثار بشأن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2003 حول دارفور ناتج عن سوء فهم، مشدداً على ان القرار لا يعني ان تعمل «يوناميد» خارج نطاق دارفور. وأكد السفير البريطاني في حوار مع «الصحافة» ان خطوات اعفاء السودان من ديونه الخارجية تسير بشكل جيد، لكنه لفت الى ان مسألة الانفاق الحكومي وعلاقته بالمواطنين هي واحدة من القوانين العالمية فى قضية اعفاء الديون، مشيرا الى ارتفاع الصرف على البنود العسكرية والامنية بخلاف ما يصرف الآن على التعليم والصحة والوظائف والكهرباء التي يحتاجها الناس. ونوه الى ان هناك تحديات اقتصادية كبيرة ستواجه السودان بعد انفصال الجنوب وفقدانه البترول والكثير من الاموال «والتي لا اعرف رقمها بالضبط، ولكنها حوالي ملياري دولار في الميزانية»، لكنه عاد واعرب عن ثقته في ان القطاع الخاص السوداني والذي وصفه بأنه «قوي جداً» يمكن ان يسهم بشكل كبير فى ملء هذه الفراغات. ورحب كاي باستراتيجية الحكومة الرامية الى تخفيف حدة الفقر وسط السودانيين، واعتبرها بداية جيدة ومهمة، لأنها واحدة من متطلبات اعفاء ديون السودان.وشدد على ان زيارة نائب رئيس الجمهورية على عثمان محمد طه التي كان مقررا لها العام الماضي الى لندن لم تلغ ، وقال ان هناك بعض المعوقات التي حالت دون الزيارة ،معربا عن امله في ان يستطيع طه زيارة لندن قريبا «والدعوة مفتوحة له للزيارة». ورأى السفير البريطاني ان الجدل الدائر بين الحكومة السودانية ومجلس الامن الدولى على خلفية قرار المجلس رقم 2003 حول دارفور والذي رفضته الخرطوم، ناتج عن سوء فهم حول القرار،وكشف ان رئيس البعثة الدولية فى دارفور ابراهيم قمباري تحدث الى الحكومة السودانية، وازال الكثير من اللبس، وزاد «اعتقد ان هناك تفهما الآن لهذا القرار، وتقليل مخاوف الحكومة وسوء الفهم الحادث»، وتابع بالقول ،»فيما يخص مسألة التنسيق بين بعثات الاممالمتحدة هذا امر طبيعي جدا، وهو ليس بالامر الجديد، بل انه منطقى جدا، فهناك ثلاث بعثات فى منطقة واحدة، فمن الطبيعي ان يتم التنسيق بينها»، مضيفا «نحن في المملكة المتحدة اكثر الجهات انتفاعا بالتنسيق لأننا ندفع حوالي 80% من ميزانية البعثات، وهذا التنسيق لا يعني ان تعمل يوناميد خارج نطاق دارفور بأي شكل من الاشكال».