الرئيس المصري محمد مرسي ونظيره السوداني عمر البشير أبو بكر أحمد- الخرطوم - سكاي نيوز عربية علي وقع ما يعرف بالربيع العربي صعد إسلاميو مصر من قاعده الهرم السياسي إلى قمته، لكن ذات الحراك المتعثر في السودان إذا استمر كان يمكن أن يهدد تجربة الإسلاميين في الحكم الممتدة لأكثر من عشرين عاما، وهو تاريخ، بحسب مراقبين، يجعل التقارب بين حكام مصر الجدد والسودان أمرا مبررا. لكن العلات التي صاحبت تجربة الإسلاميين في حكم السودان ودفعت بمفكر الحركة الإسلامية حسن الترابي إلى مقاعد المعارضة، قد تجعل الرئيس المصري محمد مرسي حذرا في التعاطي مع التجربة، وهي فرضيه تبرر تأخره في رد الزيارة التي قام بها البشير إلى القاهرة أواخر العام الماضي. عشرة أشهر منذ انتخاب مرسي رئيسا لمصر مضت، زار خلالها جواره البعيد والقريب عدا السودان الذي وصله أخيرا، وهو تأخر يعكس في ظاهره انشغالا بأزمات داخلية لاتزال تتفاعل، وفي باطنه انتظار حتى استخلاص أسئلة قد يكون لدي الخرطوم جواب لها بحكم التجربة. أما التقارب الفكري بين حكام الوادي شمالا وجنوبا فهو عامل تحاول الخرطوم استثماره لمنع تصدير الثورة التي جاءت بالإسلامين لسدة الحكم في مصر بحجه توسيع قاعدة فكر مصدره مصر . ولرفع الحرج عن مرسي المتردد في التعاون مع الحكومة السودانية بمنطق الأحداث التي تشهدها المنطقة جاءت الزيارة بعيد أيام من قرار للبشير بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ودعوة للحوار مع المعارضة . لكن الإجابة على تساؤلات شعبي البلدين المتعلقة بأوضاعهم المعيشية هي التي فرضت على الزيارة أن تأخذ صبغة اقتصادية وهو ما لا يحرم ملفات أخرى من حظها في التباحث. أردو غان .. تجربه من نوع آخر تجربه إسلاميه من نوع آخر ستحط رحالها في الخرطوم، فرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردو غان سيصل العاصمة السودانية في وقت لاحق هذا الشهر تحت ذات العناوين "العلاقات بين البلدين والتعاون المشترك". لكن الحراك الإسلامي في أرض النيلين هذه الأيام إذا وضع في سياقه الصحيح فإنه بالنسبة للبعض يعني أن حكومة الخرطوم تستشعر خطرا ما، يبقى المخرج الوحيد منه هو إيجاد مقاربة تستوعب التجربة التركية المصرية.