أعلن أهالي أم دوم في سرادق عزاء شهيدهم وشهيد البلاد محمد عبد الباقي أن منطقتهم منطقة محررة من سلطة المؤتمر الوطني . وفيما شيّع الآلاف جثمان الشهيد محمد ، طرد أهالي أم دوم الشرطة وعناصر الأجهزة الأمنية من المدينة وأغلقوا مركز الشرطة ، كما أغلق الشباب بالمتاريس كافة الطرق المؤدية إلى المنطقة . وقال محمد العبيد رئيس (لجنة شباب أم دوم) ، إن مكتب والى الخرطوم إتصل بهم لترتيب زيارة له كى يقدم لهم العزاء ، إلا أنهم أبلغوه رفضهم القاطع . وأضاف ( بعدها اتصل بنا الوالى شخصيا ، فجددنا له رفضنا ، وأخبرناه أننا غير مسئولين عن تأمين حياته إن أتى) . و(اشترطنا عليه لزيارتنا ، أن يرافقه عمر البشير حتى نعرف أسباب إشادته بالشرطة ، التى تقتل وتعتدى على المدنيين) . وأكد العبيد تمسكهم بالقصاص ، ( لن نفض اعتصامنا حتى يتم القصاص من الضابطين ، الذين أصدرا الأوامر بإطلاق الرصاص، وهما معروفان لدينا). كما جدد تمسكهم بأرضهم ( دماؤنا رخيصة مقابل أرضنا ، ولن نتخلى عنها، ولن تخيفنا الحكومة) . وحمّل مواطنو أم دوم وعدد كبير من الناشطين والناشطات والقيادات السياسية التي هرعت الي سرادق عزاء الشهيد محمد عبدالباقي المؤتمر الوطني مسئولية ما يحدث في أم دوم وفي كافة انحاء البلاد من خراب وإنتهاكات وضياع للحقوق. وتمسكت أسرة الشهيد واقاربه وأصدقائه بالقصاص وقالوا انهم لن يضيعوا دم ابنهم ابدا . وفي عضون ذلك خرج مواطنو حي بري وطلاب وطالبات داخلية البركس بجامعة الخرطوم في تظاهرات مسائية تضامنا مع مواطني أم دوم وشهيدهم وجرحاهم . وجابت التظاهرات شوارع بري وأحرق المتظاهرون إطارات السيارات وأغلقوا شارع بري المعرض . وواجهت الأجهزة الأمنية ومليشيات المؤتمر الوطني المتظاهرين بقنابل الغاز والهراوات ولكن التظاهرات إستمرت حتي وقت متأخر من ليل أمس .