دفع الارتفاع الكبير لأسعار المواد الغذائية بالسودان العديد من السودانيين إلى مقاطعة شراء اللحوم، في وقت تقود الجمعية السودانية لحماية المستهلك حملة للاحتجاج على ارتفاع أسعار المواد الأساسية. ومن الذين استجابوا لحملة المقاطعة التي تقودها الجمعية المذكورة المحامية إشراقة يوسف، التي بدأت في تقديم وجبات غذائية نباتية لأطفالها، قائلة إن "اللحوم باهظة الثمن ولن اشتريها من الآن فصاعدا، وهي على كل حال غير صحية". وحسب إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء في السودان فإن أسعار اللحوم زادت بأكثر من 41% في شهر أغسطس/آب الماضي مقارنة بالشهر نفسه من 2010، في ظل ارتفاع المؤشر العام للتضخم بالسودان في الشهر الماضي ب21.1% وانخفاض قيمة الجنيه السوداني مقابل الدولار. العملة والدعم وزاد التضخم بأكثر من الضعف منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2010 عندما خفضت الخرطوم قيمة الجنيه لمسايرة سعره في السوق السوداء، مما جعل أسعار أغذية مستوردة وسلع استهلاكية بالأسواق المحلية ترتفع. وفاقم من لهيب الأسعار خفض الحكومة دعمها ضمن إجراءات التقشف العاجلة التي ترتبت عن خسارة جزء كبير من عائدات البترول بعد انفصال الجنوب في أوائل يوليو/تموز الماضي. وبينما تتهم الحكومة جهات محتكرة بالتسبب في الارتفاع الكبير للأسعار يوجه البعض أصابع الاتهام للحكومة بسبب سوء إدارة الاقتصاد وغياب رقابتها على الأسعار. ولم تكن اللحوم وحدها التي قفزت أسعارها بشكل كبير الشهر الماضي، بل أيضا زيت الطهي الذي زاد ب47.7% والسمك بنحو 33.2%، وقال رئيس الجمعية السودانية لحماية المستهلك إن السعر الرسمي لكيلوغرام من اللحم بلغ حاليا 11.20 دولارا، في حين كان قبل سنة في حدود 7.4 دولارات. لا مبرر وأضاف ياسر ميرغني عبد الرحمن أنه ليس هناك ما يبرر هذه الزيادة لأن اللحوم ينتج أغلبها محليا، قائلا إن جمعيته ستواصل حملة المقاطعة لتشمل الحليب والخضراوات وبعض السلع كالعدس. وأرجعت مديرة مطعم شهير بضواحي الخرطوم ارتفاع الأسعار إلى زيادة حجم تصدير المواشي إلى الخارج، وقالت عائشة بكر "أغلب ما عندنا من لحوم يوجه للتصدير إلى السعودية ومصر وأماكن أخرى وإذا تم توقيف التصدير ستنخفض الأسعار". وذكر مراسل الجزيرة في السودان أن أسواق الخرطوم اجتاحتها موجة ارتفاع شديد في أسعار الملابس والسلع الضرورية في الشهر الماضي، حيث عجزت العديد من الأسر عن الوفاء باحتياجات أبنائها في ظل غلاء الأسعار وتردي الحالة الاقتصادية.