لا يعرف الكثيرون من سكان الخرطوم أن هناك أكثر من «5» مستشفيات حكومية بولاية الخرطوم للتنويم وعيادات للحالات الطارئة خاصة بالكلاب والقطط والحمير وغيرها من الحيوانات والطيور تعمل طوال ساعات اليوم. وتستقبل أقسام الطوارئ يوميًا قططًا وكلابًا وخيولاً وغيرها في حالات حرجة وتقوم باللازم تجاهها كما تقوم المستشفيات بحجز الحالات الحرجة حتى تتماثل للشفاء. وأقسام الطوارئ بالمستشفيات البيطرية الحكومية ب «أم درمانالخرطوم بحري شرق النيل كرري جبل أولياء» تستجيب لجميع إصابات الحيوانات الأليفة في أي وقت من النهار أو الليل. وداخل إحدى العيادات البيطرية بشارع الستين توافد عدد من المواطنين من جنسيات مختلفة، كلٌّ منهم يحمل حيوانًا أليفًا، وشكوى مما يعانيه من مشكلات صحية، حيث بدا واضحًا تأثر الكثير منهم بالحالة الصحية لحيوانه، وصلت إلى حد البكاء وانهيار لإحدى السيدات خلال إجراء عملية جراحية لكديستها. وكشفت جولة «الإنتباهة» على العيادات البيطرية الخاصة زيادة إقبال أصحاب الحيوانات الأليفة على تلك العيادات، حيث تشكِّل الجنسيات الأوربيَّة والعربيَّة النسبة الأكبر منهم. وأكَّد أصحاب العيادات البيطريَّة أنَّ السنوات الماضية شهدت زيادة الإقبال على اقتناء الحيوانات الأليفة والطيور من قبل الفتيات والشباب والأطفال، فيما تحرص الكثير من السيدات على تزيين حيواناتهنَّ الأليفة. وأشاروا إلى أن متوسط تكلفة تزيين الواحد من الكلاب والقطط الأليفة والتي تشمل قصة الشعر والحمام وقص الأظافر وتنظيف الأذن حوالى «100» دولار، أما العمليات الجراحية فيتراوح سعرها ما بين «400 600» دولار حسب الحالة ونوعية العلاج، أما الكشف فيتراوح ما بين «50 100» دولار. وأكدوا أن العناية الصحية تشمل التطعيم الدوري ضد الأمراض والفيروسات وتجبير الكسور وعلاج العقم فضلاً عن جلسات العلاج الطبيعي للحيوانات، مشيرين الى أن أكثر الأمراض التي يتم استقبالها هي الأمراض الجلدية والجهاز التنفسي، إضافة للعمليات الجراحية والتجميلية. واشتكى عددٌ من المواطنين من ارتفاع أسعار الخدمات بالعيادات البيطرية بنسبة «100%» خلال السنوات الماضية نتيجة لزيادة الإقبال على اقتناء الحيوانات الأليفة، مقابل نقص العيادات البيطرية. وعزا أصحاب العيادات البيطرية الخاصة ارتفاع أسعار خدمات العلاج عندهم إلى نقص في أعداد الأطباء البيطريين المتخصصين في علاج الحيوانات الأليفة، فضلاً عن ارتفاع أسعار الأدوية وارتفاع الإيجارات وتكلفة استيراد المعدات والمستلزمات البيطرية، ورواتب الأطباء والطاقم الطبي المساعد. ودعا الأطباء البيطريون إلى ضرورة توعية الجمهور بأهمية اقتناء الحيوانات الأليفة، والذي ينعكس بالإيجاب على حالتهم النفسية، ويرسخ قيم الرحمة والاعتناء بالحيوانات. وتؤكد الطبيبة إبتسام الشيخ أن طوارئ الحيوانات الأليفة في الكثير من الأحيان تحدث من لاشىء، وأحيانًا غير متوقعة. ويتوافر في أقسام الطوارئ علاج مجاني لجميع الحالات الواردة، كما توجد عيادات خاصة لقطط وكلاب المقتدرين من سكان الولاية. وبالرغم من أن أغلب الأطباء البيطريين يعالجون الحيوانات المنتجة للحوم والألبان، فإن عدد «5» منهم افتتحوا عيادات خاصة لهم بالأحياء الراقية بالخرطوم مثل «الرياض العمارات المنشية» لعلاج الحيوانات الأليفة خاصة القطط والكلاب. والبعض منهم أخذ تخصصًا في علاج العيون والأمراض الجلدية والأشعة والأمراض لتلك الحيوانات. والقليل من البيطريين يعملون الآن في التهجين حيث يتم نقل البويضة المخصبة من الحيوان المانح الأعلى جودة إلى رحم البقرة الأقل جودة في الصفات الوراثية. وتستقبل عيادة الدكتورة غادة البصير بشارع/17 بحى الرياضبالخرطوم قطط وكلاب بعض العائلات السودانية وعائلات سفراء الدول الاجنبية والعاملين بالسفارات الامريكية والبريطانية والالمانية المقيمة بذلك الحى الراقي، وهى من سلالات نادرة لإجراء عملية جراحية تجميلية أو لتجبير كسوار نتيجة إصابة أو عملية لإزالة للمبايض والرحم لمنع الإناث منها من التزاوج العشوائي مع الذكور من السلالات المحلية.. ويقول الطبيب البيطري جمعة الأمير إن تطبيق المبادئ الطبية والتشخيصية والعلاجية على الحيوانات «إنتاجية منزلية برية» بدأ بالاهتمام بأمراض الخيول بصورة خاصة في الجيوش لأهمية هذه الحيوانات في الحروب، وارتقت مهنة الطب البيطري عندما أسست اول مدرسة للطب البيطري فى العالم عام 1861 بمدينة ليون الفرنسية. وتشير الطبيبة البيطرية مها مصطفى عمر الى ان التخصص في الطب البيطري أصبح شائعاً في السنوات الأخيرة، وهناك اكثر من «14» تخصص منها : «التخدير علم السلوك الجلدية طب الحالات الطارئة والعناية الحثيثة الطب الباطني أمراض القلب السرطان العيون الأعصاب الأمراض المشتركة الأمراض المعدية التناسليات والولادة التصوير الشعاعي والجراحة». وتقول الدكتورة مها إن ممارسة الطب البيطري في السودان يغلب عليها طب حيوانات الإنتاج والمزرعة «أبقار وأغنام وماعز وخيول ودواجن وأسماك» وفي الدول الغربية يغلب طب الحيوانات الأليفة «الكلاب القطط» إضافة إلى حيوانات الإنتاج. ويساعد الأطباء البيطريون على حماية الإنسان من أكثر من «100» مرض حيواني يمكن انتقالها إلى الإنسان مثل: «حمى الوادي المتصدع وأنفلونزا الطيور والحمى القلاعية وداء الكلب والجرب والنغف وأنفلونزا الخيول واللسان الأزرق وجنون البقر ومرض الالتهاب الرئوي والجدري والجمرة الخبيثة ومرض خدش القطة إلخ...».وتم الإعلان بأن الولاية بصدد افتتاح «3» مستشفيات بيطرية دفعة واحدة في منتصف العام الحالي لأغراض الرعاية الصحية للحيوانات وكذلك لأغراض تدريب الكوادر البيطرية وطلاب الامتياز بكليات البيطرة ووضع سياسات لتشجيع مربي الحيوانات لإجراء الكشف الدوري على حيواناتهم بهذه المستشفيات.