لندن: مصطفى سري دعا رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت، نظيره الرئيس السوداني عمر البشير إلى إجراء تحقيق عاجل حول تداعيات اغتيال سلطان «دينكا نقوك» في منطقة أبيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين جوباوالخرطوم، مطالبا بتقديم المتورطين في الحادث إلى المحاكمة، محملا البشير مسؤولية مقتل السلطان إذا لم يتخذ خطوات جادة في إجراء التحقيقات واعتقال الجناة وتقديمهم إلى المحاكمة فورا، معتبرا حادثة الاغتيال القصد منها منع قبيلة «دينكا نقوك» من التصويت في الاستفتاء المقترح في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وطلب كير، من نظيره البشير القبول بمقترح الوسيط الأفريقي ثامبو أمبيكي بشأن منطقة أبيي والعمل على إجراء استفتاء المنطقة في أكتوبر المقبل والذي ظلت ترفضه الخرطوم طوال المفاوضات بين الدولتين في أديس أبابا، مناشدا مواطني أبيي من «دينكا نقوك» العودة إلى المنطقة لتسجيل أسمائهم استعدادا للاستفتاء، مجددا التزام بلاده بتنفيذ الاتفاقيات التي وقعتها مع دولة السودان في سبتمبر (أيلول) الماضي. وقال كير في حفل تأبين الزعيم القبلي كوال دينق كوال مجوك أول من أمس في جوبا إنه سيحمل نظيره السوداني عمر البشير مسؤولية مقتل كوال دينق في حال فشله في القبض على المجرمين وتقديمهم إلى محكمة متخصصة ومستقلة، وأضاف إن «الحكومة السودانية هي التي قتلت السلطان كوال وليس قبيلة المسيرية التي نعرفها، فهي دائما ما تعبر بمواشيها إلى جنوب منطقة أبيي سنويا بحثا عن المياه والمرعى»، وقال: «سأحمل حكومة السودان خاصة الرئيس البشير المسؤولية في حال فشله في القبض على المجرمين والتأكيد بتقديمهم إلى محكمة مستقلة ومختصة»، وتساءل قائلا: «لماذا يهاجم المسيرية السلطان كوال الآن وفي هذا التوقيت وكانت لديهم فرصة أكبر في الماضي؟»، وتابع: «السلطان كوال كان طوال الفترة الماضية مع المسيرية ولم يقتله المسيرية.. لماذا قتلوه الآن إذا كان القتلة من المسيرية حقيقة؟». وقال كير إن اغتيال سلطان أبيي كان حيلة واضحة لمنع قبيلة «دينكا نقوك» من التصويت لصالح إعادة منطقة أبيي إلى جمهورية جنوب السودان المستقلة، وأضاف: «أعرف أن هذا هو مخطط سياسي لتخريب الاستفتاء في أبيي الذي تبقى له خمسة أشهر، وهم يعرفون - الحكومة السودانية - أنكم ماذا ستقررون، ولذلك هم يتخوفون من هذا القرار لأنكم عازمون للعودة إلى جنوب السودان»، داعيا شباب أبيي إلى الهدوء، محذرا الذين يطالبون بالانتقام، وأن ذلك من شأنه عرقلة خطة حكومته على المدى الطويل بإعادة أبيي إلى بلاده، وقال: «هدفنا الاستراتيجي هو الاستفتاء وهذا هو الذي نطالب ونتمسك به بأن تتحول المنطقة في مناخ سلمي بما يمكن المواطنين من الذهاب والتصويت في الاستفتاء».