يثير اغتيال قائد فصيل منخرط في عملية السلام بإقليم دارفور غربي السودان مخاوف من اضطرابات أمنية محتملة، تضعف مسار التسوية، الذي بدأ قبل سنوات، والذي يلقى معارضة من فصائل أخرى تستهدف النظام في الخرطوم. وقتل محمد بشر أحمد -الذي يقود فصيلا منشقا عن حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم- مع عدد من مساعديه في ما بدا أنه كمين على الحدود بين السودان وتشاد. ووصفت الخارجية السودانية حادثة اغتياله وقائد أركان فصيله أركو سليمان ضحية بالعملية الإرهابية, وحملت المسؤولية عنها للجبهة الثورية، التي تضم فصائل من دارفور، بينها فصيل جبريل إبراهيم والحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال. وروى نهار عثمان نهار المستشار السياسي لحركة العدل والمساواة بقيادة محمد بشر أحمد للجزيرة تفاصيل الهجوم على وفد الحركة، الذي قالت الحكومة السودانية إنه كان في مهمة سلام. وقال نهار إن الوفد -الذي كان في سيارات مدنية, وكانت في حوزته بندقيتان فقط- تعرض لإطلاق نار، مما تسبب في مقتل ما بين عشرة و15 شخصا، بينهم محمد بشر، وضحية، وأسر نحو ثلاثين آخرين. من جهتها, قالت المخابرات السودانية إن سبعة قتلوا، وأسر آخرون، جلهم من المكتب التنفيذي لفصيل بشر, مؤكدة أن الوفد كان عائدا من تشاد إلى مراكزه في شمالي دارفور، حين تعرض للهجوم. في المقابل, عرض فصيل جبريل إبراهيم رواية مختلفة, وتحدث عن "معركة" دون أن يشير مباشرة إلى مقتل محمد بشر والقائد العسكري لفصيله. يشار إلى أن بشر كان وقع الشهر الماضي في الدوحة مع ممثلي الحكومة السودانية على اتفاق سلام، ضمن وثيقة الدوحة للسلام في دارفور، التي أُجيزت في مؤتمر "أهل المصلحة بدارفور". تداعيات الاغتيال ويرى مراقبون أن تصفية محمد بشر قد تفضي إلى عمليات تصفية متبادلة بين عدد من الفصائل في دارفور. فيصل صالح استبعد علاقة وقال الكاتب الصحفي السوداني فيصل محمد صالح للجزيرة نت إن حادثة الاغتيال يمكن أن تزعزع فصيل بشر الموقع على اتفاق السلام, والذي كان هدفا لمحاولة اغتيال أخرى قبل شهر. وأضاف أن حادثة الاغتيال هذه قد تفجر صراعات وتصفيات بين الفصائل الدارفورية، التي قال إنها باتت متشرذمة. وفي السياق نفسه, قال هاشم حماد نائب الأمين العام لحركة التحرير والعدالة -والأمين العام لصندوق إعادة الإعمار والتنمية في دارفور- إن حادث اغتيال محمد بشر، ورئيس أركان فصيله قد تقود إلى أعمال عنف في الإقليم. وأضاف أن موقف التحرير والعدالة يكمن في رفض العنف، الذي لا يولد إلا عنفا مثله, قائلا إن مثل هذه الأعمال غريبة عن "الثورة" في دارفور. وتابع أنه بلا شك ستكون لحادثة اغتيال محمد بشر وعدد من مرافقيه تداعيات على الوضع العام في دارفور، وعلى النسيج الاجتماعي الذي قال عنه إنه مثل "الرمال المتحركة", في إشارة إلى عمليات انتقامية محتملة. وعن دور محتمل لتشاد في حادثة اغتيال محمد بشر أحمد, استبعد الكاتب الصحفي السوداني فيصل محمد صالح تماما أن تكون نجامينا متورطة فيها, مشيرا إلى ان الحكومة التشادية قطعت علاقاتها مع الحركات المتمردة في السودان, كما أن هناك تنسيقا مشتركا بينها وبين الخرطوم.