دعت مجموعة الأزمات الدولية (ICG) فى آخر تقاريرها عن السودان الى حل سلمى شامل عبر مفاوضات بين الحكومة والجبهة الثورية والقوى السياسية المعارضة والمجتمع المدنى .ومجموعة الأزمات الدولية من أهم مراكز التفكير الغربية تمتاز تقاريرها بالمعلومات الغنية والتحليلات العميقة ويستند عليها صانعو السياسات فى الدول الغربية .وفى تقريرها بعنوان (توسع النزاع فى السودان : الحرب فى النيل الازرق ) بتاريخ 18 يونيو ، دعت المجموعة الى حكومة انتقالية من المؤتمر الوطنى والجبهة الثورية والقوى السياسية المعارضة والمجتمع المدنى ، تهدف الى تحقيق وقف اطلاق نار شامل ووصول المساعدات الانسانية ، والى وضع خارطة طريق لعملية سلام مستدام تستند على اتفاقية 28 يونيو 2011 واعلان النوايا المشتركة للآلية الرفيعة للاتحاد الافريقى 24 ابريل 2013 كأساس لفترة انتقالية تتضمن الاتفاق على نظام حكم يحل الأزمة ما بين المركز وبين الأطراف (دارفور ، جنوب كردفان ، النيل الازرق ، والشرق والشمال ) والاتفاق على صياغة دستور انتقالى . وفى توصيفها لأزمة الحرب فى النيل الازرق توصلت المجموعة الى ان المنطقة (تم تهميشها منذ زمن طويل ، حيث تذهب ثرواتها الطبيعية الى حد كبير لاغناء النخبة فى الخرطوم التى لا تشارك فى تقاسم السلطة أو توزيع الموارد ) والى (ان اتفاقية محلية (جزئية) لا يمكنها مخاطبة جذور النزاعات فى النيل الأزرق التى لاتختلف عن النزاعات فى الاقاليم الأخرى ) ، واكدت ان المطلوب (حل شامل ، يتضمن اصلاحات واسعة فى نظام الحكم عبر حوار وطنى حقيقى ... لانهاء النزاعات المتعددة وبناء سلام مستدام ). ودعا تقرير المجموعة الى حث الجبهة الثورية والقوى المعارضة الأخرى الى الإعتراف بان الانتقال المنظم افضل كثيرا من الانقلاب او تغيير النظام بالعنف اللذين غالباً ما يؤديان الى الفوضى. ودعت المجموعة مجلس الامن الدولى والاتحاد الافريقى والجامعة العربية والايقاد واثيوبيا الى طلب والعمل من أجل حل شامل لنزاعات السودان المتعددة فى عملية تفاوض تجرى بالتوازى مع المفاوضات بين حكومتى السودان وجنوب السودان ، على الا تكون مشروطة بهذه المفاوضات . والتنسيق بفاعلية بين المسارين بحيث لايعطل أحدهما او يعرقل المسار الآخر. اضافة الى دعم تأسيس وتطوير بناء أحزاب على النطاق الوطنى تستطيع التعبيرعن مطالب القواعد المهمشة ، بما يشمل سكان الأطراف والشباب والنساء والبدو وفقراء المدن والريف . وتجدر الاشارة الى انه اذا اخذنا بتحليل المدى الطويل فان التوصيات الرئيسية لتقارير مجموعة الازمات الدولية تجاه السودان غالباً ما تجد طريقها الى النفاذ . واللافت فى تقريرها الاخير رفض الحلول الجزئية – التى تتبناها حكومة المؤتمر الوطنى – وفى ذات الوقت رفض دعوة المعارضة لاسقاط النظام . وستكشف التطورات اللاحقة فى البلاد ما اذا كانت أطراف الصراع ستنصاع من جديد للارادة السياسية التى تقف خلف مجموعة الازمات الدولية ام لا ، أو اذا كان شعب السودان سيفاجئ جميع اللاعبين بتحركاته التى تفرض اجندته المستقلة .