(ذيس داي- حريات) ذكر قادة نيجيريون إنه، وخلافاً للتلميحات بأن نيجريا دعت عمر البشير لحضور القمة الأفريقية الأسبوع الماضي، فإن نيجريا لم تكن تعلم بحضور البشير، ولو علموا بحضوره لكانوا منعوه. وكان البشير ذهب لأبوجا لحضور القمة الأفريقية الأسبوع الماضي الخاصة بالملف الصحي خاصة فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، والسل والملاريا. وذكر تقرير في صحيفة (ذيس داي) النيجرية إن نيجريا في الواقع مصدومة وقد أخذها الاتحاد الأفريقي على حين غرة فيما يتعلق بالزيارة. وكان البشير وصل إلى أبوجا يوم الأحد الماضي لحضور قمة الاتحاد الافريقي، والتي تنتهي يوم الثلاثاء، لكنه غادرها فجأة يوم الاثنين وسط دعوات بإلقاء القبض عليه من قبل الجماعات والناشطين. وتأكدت (ذيس داي)، من أن الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان لم يكاتب البشير مثلما دعا شخصيا بعض الزعماء الأفارقة الآخرين. أيضا، لم تكن البلاد تدرك أن الرئيس السوداني سيحضر القمة، وذلك إلى حين أيام قليلة قبل المؤتمر، وذلك بالرغم من أن الاجتماع عبارة عن جمعية لرؤساء دول الاتحاد الأفريقي. وقالت مصادر من الرئاسة والدبلوماسية في أبوجا إن نيجريا كانت سوف تمنع البشير من حضور القمة لو كانت تدري بنيته الحضور قبل وقت كافٍ. وذلك برغم أنه ربما كلف نيجريا فقدان فرصة استضافة القمة. حيث سوف تفقد البلاد حق الاستضافة لو طلبت من الرئيس السوداني ألا يطأ ترابها. وعلم أن الرئيس جوناثان حرر رسائل شخصية قبل الاجتماع لبعض رؤساء الدول والحكومات الذين كان يعتبرهم مقربين منه، مطالبا بحضورهم الفعلي ومساندتهم في الاجتماع. وعلمت (ذيس داي) أنه بالرغم من أن نيجريا ملتزمة بقرار الاتحاد الافريقي 2009، نظام روما الأساسي، باحترام مطلب المحكمة الجنائية الدولية بإلقاء القبض على الرئيس السوداني، فإنها لم تكن مستعدة لوضع نفسها في موقف صعب. وقد حد الرئيس السوداني طلعاته الخارجية بدول قليلة فقط، هي في الغالب بلدان ليست جزءا من المحكمة الجنائية الدولية. وأكد أحد المصادر رفيعة المستوى ل(ذيس داي) أن الرئيس جوناثان لم يرسل رسالة الدعوة إلى الرئيس السوداني. وقال: "إن نيجيريا لم تدعه (أي البشير). نظرا لأنها كانت قمة الاتحاد الافريقي، ويمكن لجميع الدول الأعضاء الحضور باستثناء البلدان المعلقة عضويتها في جسم الاتحاد. لو كنا نعلم، لكنا منعناه، ولكن مرة أخرى لو فعلناها فإن نيجيريا سوف تخاطر بعدم استضافة القمة، إذ أن الاتحاد الافريقي كان سوف ينقل مؤتمر القمة إلى بلد آخر كما فعلوا في حالة ملاوي". "فقد كانت هناك قمة يفترض عقدها في ملاوي، ولكن تلك البلاد قالت إنها سوف تعتقل البشير وتسلمه للمحكمة الجنائية الدولية إن وطئت قدماه ترابها، لذلك أعاد الاتحاد الأفريقي الاجتماع مرة أخرى لمقره في أديس أبابا". كان ذلك في قمة يوليو 2012م، حيث منعت ملاوي حضور البشير، ورد الاتحاد الأفريقي بإبعاد القمة عنها. هذا على الأرجح يشرح لماذا يصر المسئولون النيجريون أن البشير كان في نيجريا بدعوة من الاتحاد الأفريقي وليس من نيجريا، فقد كانت هناك مخاوف من أن تعاقب نيجريا من قبل الأممالمتحدة على زيارة البشير. وقالت المحكمة الجنائية الدولية يوم الثلاثاء إنها قد تبلغ عن نيجيريا إلى مجلس الامن الدولي لإمكانية فرض عقوبات بسبب فشلها في اعتقال البشير خلال زيارته للبلاد. وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرتين في 4 مارس 2009 و12 يوليو 2010، لاعتقال البشير بعد توجيه الاتهام له لجرائم ضد الإنسانية في أزمة دارفور. وقالت وزارة الشؤون الخارجية في بيان يوم الثلاثاء الماضي. "اتخذ قرار عقد القمة من قبل مؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي، ولذلك فإن الدول الأعضاء لا تتطلب دعوة من نيجيريا للحضور". "في الواقع، فإن اتفاقات البلد المضيف القياسية لمثل هذه القمم تمنح امتيازات وحصانات لجميع المشاركين الأجانب المتوقع حضورهم في المؤتمر، بما في ذلك الالتزامات من جانب البلدان المضيفة لتوفير جميع التسهيلات اللازمة لدخول وخروج المشاركين". "كان الرئيس البشير بالتالي في نيجيريا تحت رعاية الاتحاد الأفريقي. ولذلك هي مسألة بين الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي." وقال المتحدث باسم الرئاسة روبن اباتي أيضا إن البشير كان في القمة بناء على دعوة من الاتحاد الافريقي وليس من نيجيريا. وذكر زير الشؤون الخارجية أوليقبنقا اشيرو أثناء تنويره لأفراد المجتمع الدبلوماسي في أبوجا بالجمعة العديد من الحالات المختلفة التي تعاونت فيها نيجريا مع المحكمة الجنائية الدولية في الماضي.