أعلنت جماعة جديدة من السلفية الحربية عن نفسها بإسم ( دعاة الشريعة) في مقاطع فيديو . وقال أمير الجماعة المكنى بالمعتصم بالله ان القناع الإسلامي سقط عن نظام البشير (الهزيل) الذي يأتمر بأمر الامريكان وسلم (المجاهدين) وسمح بدخول القوات الدولية وبإنفصال الجنوب لترتع فيه (الصهيونية الصليبية). وأضاف أمير الجماعة الذي ظهر ملثماً وحوله اثنين يحملون البنادق ان نظام البشير عاجز عن مواجهة قوى الفجر الجديد التي صاغ لها ميثاقها (المبعوث الامريكي بالسودان) ! ( لاحظ حين صياغة ميثاق الفجر الجديد كان المبعوث الامريكي قد إستقال مسبقاً من منصبه ولم يعين بديلاً له حتى الآن) . هذا وترتبط غالب الجماعات السلفية الحربية بحكومة المؤتمر الوطني ، حيث تشترك معها في المنطلقات الفكرية الأساسية إلا أن حكومة المؤتمر الوطني بحكم مصالحها السياسية لا تصل إلى درجة إشتطاط تلك الجماعات ، ولكنها في المقابل تحتويها بإختراقها بالمصادر الأمنية وبمدها بالسلاح والموارد بما يتيح لها توجيهها في حروبها ضد أهل الهامش وفي عمليات ارهابية منتقاة لإخافة القوى الغربية في الخارج والسودانيين في الداخل بأن بديل المؤتمر الوطني هذه الجماعات . ورغم ان آيديولوجية هذه الجماعات الإبتدائية كانت (الجهاد) ضد الأقرب من (الكفار والمنافقين) إستناداً على تأويلات فاسدة للقران الكريم ، إلا ان حكومة المؤتمر الوطني بإختراقها الأمني الكثيف قلبت أولوياتها ووظفتها لصالحها . وتظهر مقاطع الفيديو الجديدة بأن جماعة (دعاة الشريعة) تضع حكومة المؤتمر الوطني في ذات خانة الجبهة الثورية والقوى ( الصهيو صليبية) ، مما يؤكد من جديد بأن مثل هذه الجماعات عاجلاً أو آجلاً تنقلب على الايادي التي تطعمها ، وتلك كانت قصتها مع المخابرات الامريكية التي إستخدمتها في حربها في افغانستان وقصتها مع الرئيس المصري السادات الذي وظفها ضد اليسار وكذلك مع النظام السعودي الذي رأى فيها ترياقاً ضد التأثيرات (الغربية) مثل الديمقراطية فصحا على تفجيرات الرياض . واللافت ان نظام البشير الذي يدمغ خصومه بالكفر دون ورع أو حرج يشرب الآن من ذات الكأس التي جرعها الآخرين ، مما يؤكد ان أسلحة الإسلام السياسي الصدئة أسلحة ذات إرتداد ذاتي ، تستخدمها ضد الخصوم فترتد عاجلاً أو آجلاً إلى النحر .