فقدت قناة الجزيرة القطرية موضوعيتها تماماً، خاصة في مصر وتغطيتها لتطورات الأحداث هناك ووقوفها بشكل سافر مع جماعة الإخوان وتتبنى خطابهم كاملاً، بل تجاوزت ذلك لتكون مشجعة على العنف والقتل وموجهة للرأي العام من خلال توجيهها للجماعات الإخوانية والمؤيدين ببث رسائل تلفزيونية تشير لهم بالتظاهر في أماكن معينة، كما تبني خطابا تحريضيا يدعو إلى القتل والعنف وإسالة الدماء، لذلك فإن الدعوات بوقف القناة عن العمل في مصر هو أمر منطقي، ويشجع على الاستقرار من خلال طرد كل من يعمل على شحن الفتنة الطائفية، ومن هذا المنطلق نجد على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي مشاركة واسعة في إدانة قناة الجزيرة وإطلاق عدة ألقاب عليها في إطار دورها التحريضي الذي يدفع إلى القتل. أظهرت تغطية قناة أون تي في الفضائية المصرية الخاصة لحصار قوات الأمن مسجد الفتح أثناء تحصن أنصار الرئيس المعزول به محمد مرسي، زيف ما أذاعته الجزيرة وبثت أون تي في نقل مباشر من أمام بوابة المسجد الرئيسة أثناء خروج عدد من المعتصمين عبر ممر آمن وفرته قوات الشرطة، لكن شاباً من داخل المسجد ألقى قطعاً خشبية ومقاعد على قوات الأمن، ما سبب هرجاً وأوقف عملية الخروج الآمن، فيما كان الأمن يسعى في تلك اللحظات إلى الفصل بين بوابة المسجد ومجموعة كانت تعمل في رفع التحصينات التي وضعها أنصار مرسي أمام المسجد. وظهر بوضوح شاب من داخل المسجد يفتح طفاية حريق أمام البوابة ليظهر غبار كثيف يحجب رؤية من في الداخل، ثم يفتح خرطوم مياه على قوات الأمن التي التزمت بضبط النفس، في تلك اللحظات كانت الجزيرة تصور مشاهد الغبار الناتج عن طفاية الحريق على أنه غاز مسيل للدموع أطلقته قوات الشرطة على المعتصمين داخل المسجد، وتقول إن قوات الجيش والشرطة وبلطجية يحاولون اقتحام المسجد، ما دفع قناة أون تي في إلى معاودة بث اللقطات التي صورتها إلى جانب البث المباشر لقناة الجزيرة وإظهارها المشهد على أنه محاولة اقتحام للمسجد، فيما كانت القوات في الحقيقة تفصل بين الأهالي ومحيط المسجد. ولقن المتحدث باسم حملة تمرد مذيعة قناة الجزيرة القطرية درساً قاسياً على الهواء عندما قال إن القناة تدعم الإرهاب في مصر وتحكم باسم دولة في الخليج في حجم كشك اسمها قطر، وأضاف أن القناة تحرض ضد الجيش المصري وتحرض على العنف وتدعم الإرهاب وفقا لمصلحة الولاياتالمتحدة، وحاولت المذيعة التركيز على عدد الضحايا الذين سقطوا، إلا أنه أكد أن اعتصامي رابعة والنهضة كانا غير سلميين وإنما بؤرة غير قانونية لقيادات الجماعة التي تعمل لصالح المخطط الصهيوني، وأكد أن من قتل هو من أراد تصعيد العنف في الشارع المصري ومن رفع السلاح في وجه الدولة المصرية، واتهم القناة بأنها لا تصور وتبث غير المشاهد التي تخدم قطر لصالح الولاياتالمتحدة وغضت الطرف على حرق الكنائس والجوامع والجثث التي وجدت أسفل منصة رابعة العدوية. مركز المزماة للدراسات والبحوث 18 أغسطس 2013