الفنان الفلسطيني الشاب يسعى لاستثمار الفن في خدمة القضايا العربية، ويؤكد أن الأغنية لا ينبغي أن يتم حصرها في العلاقة بين الرجل والمرأة. الفن هو أحد مقومات الثورة... ميدل ايست أونلاين المنامة - أحيا الفنّان الفلسطيني الفائز بالنسخة الثانية من برنامج "أراب آيدول" محمد عسّاف حفلاً جماهيرياً الأحد في مركز البحرين الدولي للمعارض ضمن فعاليات مهرجان صيف البحرين. وحضر الحفل جمهور غفير تفاعل بصورة ملفتة مع ما قدمه عساف من أغانٍ وطنية وعاطفية سبق له تأديتها في برنامج "أراب آيدول" مثل "يا دنيا عليّ اشهدي"، و"قتلوني عيونا السود"، و"لنا الله" و"يا ريت"، ما دفع عساف إلى الثناء على الجمهور ووصفه بأنه "يرفع الراس". وكان التفاعل الأكبر من نصيب أغنية "علّي الكوفية" التي وقف لها الجمهور على امتداد القاعة ملوحاً بالكوفيات والأعلام الفلسطينية، وأعادها عساف مرة أخرى خاتماً بها الحفل. وشدد عساف في مؤتمر صحافي أقيم على هامش الحفل على أن الفن بالنسبة اليه "ليس مجرد فيديو كليب وأضواء وشهرة"، بل هو رسالة يأمل في استثمارها "لخدمة قضايا المجتمع العربي". وأوضح أن الأغنية في رأيه لا ينبغي أن يتم حصرها في موضوع العاطفة بين الرجل والمرأة، بل يجب أن تشمل الحب بمفهومه الواسع وتتجه إلى مخاطبة "الأرض والإنسان". وأوضح عساف بأن فوزه في برنامج أراب آيدول "لم يحرر فلسطين، ولكنه أفرحها"، وأشار إلى أن الفن هو أحد مقومات الثورة وبناء الحضارة، مستشهداً بقول الشاعر الفلسطيني محمود درويش "الثورة ليست فقط بندقية، الثورة ريشة فنان، ومبضع جراح، وفأس فلاح". وكشف عساف بأن حلمه قبل الشهرة كان مقتصراً على "إيصال صوته للناس" بشكل أو بآخر، إلا أن ما تحقق له فعلياً أكثر من ذلك بكثير بصفته اليوم سفيراً لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "اونروا". وأكد عساف أن هذه الصفة "شرف يضع على عاتقه الكثير من المسؤوليات" منها حملة جمع التبرعات لدعم اللاجئين الفلسطينيين التي يعمل عليها في الوقت الحاضر. واعتبر عساف أن احتجاج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام وزير الخارجية الأميركي على الأغنية التي أداها في إحدى حفلاته "يا طير الطاير" هو "اعتراف منه بوجودنا وحقوقنا كشعب فلسطيني" ودليل على تأثير الأغنية. وبادر عساف في ختام المؤتمر الصحافي بالتعليق على صوره التي انتشرت مؤخراً وهو يشير بيده إشارة شبيهة بإشارة "رابعة العدوية" التي ابتكرها مؤيدو الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، وأوضح أن هذه الصور تم اجتزاؤها من تعبير خاص به معروف لدى المقربين يحمل دلالة الابتهاج، مؤكداً أنه "بعيد تماماً عن السياسة". وعبرت السيدة "إيمان محمود" إحدى الحاضرات من الجالية الفلسطينية في البحرين عن استمتاعها بالأغاني الفلسطينية التي أداها عساف والتي "أعادتها للحظات إلى بلادها"، وكشفت السيدة "فاطمة أحمد" بأن تلك الأغاني "أسالت دموعها" بفضل الأداء "المميز" لعساف. ووصفت الشابة "وسن مدن" الحفل بأنه "حماسي" وتزين بتواضع عساف وابتسامته الدائمة، وأفصحت عن إعجابها "باحترافيته" في التعامل مع الجمهور على الرغم من عمره الفني القصير. وعساف الذي يقترب من إتمام عامه الرابع والعشرين فاز في 21 يونيو/حزيران بلقب النسخة الثانية من برنامج المواهب الغنائية في قناة إم بي سي "أراب آيدول"، ويستعد لطرح ألبوم مكون من 10 أغانٍ تتنوع بين اللون الشامي والفلسطيني والخليجي من إنتاج شركة بلاتينيوم ريكوردز. وصيف البحرين هو مهرجان ثقافي ترفيهي يقام بشكل سنوي منذ عام 2009، واستضاف قبل حوالي أسبوعين الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي.