الخرطوم - عماد حسن :يتوقع أن يعلن الرئيس السوداني عمر البشير، اليوم، قرار رفع الدعم عن المحروقات اليوم، رغم اتساع دائرة الرفض الشعبي له، ومناهضة أئمة المساجد للقرار، فيما عادت منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودانين لتعترض تطبيع العلاقات بينهما، بالتزامن مع وصول المبعوث الأمريكي الجديد دونالد بوث . ويرتقب أن يعلن البشير اليوم، خلال مخاطبته اتحاد الشباب السوداني، قرار رفع الدعم عن المحروقات، بعد سلسلة مشاورات بين الحكومة والقوى السياسية المعارضة حول القرار قبل اتخاذه . في الأثناء، شرعت مجموعة من البرلمانيين إعداد مذكرة احتجاجية لتقديمها لرئيس الجمهورية بشأن اتجاه الحكومة لرفع الدعم عن المحروقات، وأكدوا عدم ممانعتهم في رفع الدعم إذا ما مضت الحكومة في إعادة هيكلة حقيقية في الجهاز التنفيذي وفي مخصصاته . وأكدت أن قرار رفع الدعم لن يمر عبر البرلمان وإنما سيكون عبر مرسوم جمهوري، ووصفوا الأمر بالتجاوز لممثلي الشعب . وذلك بعدما أعلن وزير المالية علي محمود أن القرار ليس بحاجة إلى إجازته من قبل البرلمان وأن السلطة في إجازتها لمجلس الوزراء . ووسط تحذيرات خبراء اقتصاد من أن القرار سيسهم في انهيار المنظومة الاقتصادية للبلاد، واعتباره حرباً موجهة ضد المواطن، مشيرين إلى أن التوقيت غير موفق في ظل عجز الحكومة عن توفير الاحتياطات النقدية وارتفاع مستويات التضخم، أكد وزير الاستثمار مصطفى عثمان إسماعيل أن حزبه درس المآلات السياسية المحتملة وقال "نعلم أن القرار سيكون له ردود فعل لكننا قررنا المضي فيه قدماً لأن التراجع عنه سيخلف آثاراً اقتصادية أخطر من السياسية" . وأضاف نستطيع أن نتفاهم مع الشارع إذا رفض القرار الذي ظللنا نتدارس حوله لمدة عامين وقررنا طوال المدة السابقة عدم تطبيقه شفقة على الناس، لكن هذه الشفقة وصلت الخط الأحمر . وأكد مصطفى خلال ملتقى إعلامي "أن الشعب السوداني تعوّد الآن على نوع من الرخاء بعد البترول، لذلك يصعب عليه الفطام" . من جهتهم شن أئمة مساجد بالخرطوم في خطبة الجمعة أمس الأول هجوماً عنيفاً على اتجاه الدولة لرفع الدعم عن المحروقات، مشيرين إلى أنه سيفاقم الضائقة الاقتصادية والمعاناة التي يواجهها المواطنون في ظل الغلاء الفاحش لأسعار السلع الاستهلاكية . وأشار بعضهم إلى أن حل الأزمة الاقتصادية يتمثل في تقليل الإنفاق الحكومي وايجاد بدائل أخرى بخلاف زيادة أسعار سلع البنزين . من جانب آخر، أبلغت الحكومة السودانية المبعوث الأمريكي الجديد دونالد بوث، الذي وصل الخرطوم في أول زيارة منذ تعيينه من قبل الرئيس باراك أوباما، رفضها القاطع لإجراء استفتاء أحادي في منطقة أبيي الغنية بالنفط، من قبل دولة جنوب السودان . وحذّرت من أن إقدام الجنوبيين على الخطوة من شأنه أن يؤدي إلى عرقلة التقدم الذي طرأ مؤخراً على العلاقات بين البلدين الجارين .