حظر صدور"الانتباهة" والحكومة تتمسك برفع أسعار الوقود "أنباء موسكو" قال مدير صحيفة "الانتباهة" السودانية ان السلطات امرت بعدم صدور الصحيفة التي تعد الاكبر في البلاد والتي دأبت على انتقاد قرار زيادة أسعار الوقود والذي أعلنت الحكومة اليوم الأحد تمسكها به، رغم الاحتجاجات الدموية والانتقادات حتى من داخل الحزب الحاكم. إصلاحيون بالحزب الحاكم في السودان يعارضون قمع المتظاهرين ويأتي ذلك وسط شكوى الصحافيين من تشديد الرقابة على الصحافة منذ صدور قرار زيادة أسعار المشتقات النفطية الذي أدى الى احتجاجات دموية واسعة في البلاد. وقال مدير الصحيفة مصطفى الطيب، وهو خال الرئيس السوداني عمر البشير، "بالأمس أبلغنا جهاز أمن الدولة بالتوقف عن النشر لأجل غير مسمى دون إبداء الأسباب". والسبت أعلنت شبكة الصحافيين السودانيين، وهي تجمع غير رسمي يطالب بحرية التعبير، إضرابأعضائها عن العمل بسبب المحاولات الرسمية لفرض رقابة على تغطية الاحتجاجات. وتضم الشبكة نحو 400 عضو. والجمعة أغلقت السلطات السودانية مكتبي قناة العربية الفضائية وقناة سكاي نيوز الاخباريين، بحسب إعلان القناتين. وتقول السلطات إن 33 شخصا قتلوا منذ زيادة أسعار الوقود الى ما يقارب الضعف يوم الاثنين الماضي، ما أدى الى اندلاع أعنف احتجاجات يشهدها السودان منذ تولي الرئيس عمر البشير الحكم قبل 24 عاما. وقال نشطاء وجماعات حقوقية دولية إن 50 شخصا على الاقل قتلوا معظمهم في منطقة الخرطوم. ولم ترد تقارير عن احتجاجات جديدة صباح الاحد، الا ان وكالة فرانس برس قالت ان قوات مكافحة الشغب والامن انتشرت في شوارع مدينة أم درمان بأعداد كبيرة. وأكد وزير الاعلام السوداني أحمد بلال عثمان لوكالة فرانس برس الأحد ان الحكومة لن تتراجع عن قرارها بزيادة أسعار الوقود. وقال عثمان في مقابلة هاتفية بشان التراجع عن القرار "لا، ذلك ليس ممكنا أبدا. ان (زيادة الاسعار) هي الحل الوحيد". وقال الوزير ان السلطات اضطرت الى التدخل عندما أصبحت الاحتجاجات عنيفة. وقال "هذه ليست تظاهرات .. لقد هاجموا محطات البنزين واحرقوا نحو 21 منها". واضاف ان الحكومة كانت تعلم ان "أعمال شغب" ستندلع اذا تمت زيادة اسعار الوقود، الا ان رفع الدعم عن الوقود سيؤدي الى توفير مليارات الدولارات. واضاف "لا يستطيع اقتصادنا تحمل استمرار هذا الدعم .. علينا ان نستمر رغم اننا نعلم ان ذلك ثقيل بعض الشيء على الناس". وبدأت الاحتجاجات التي رفعت شعارات ما يسمى ب"الربيع العربي" المطالبة باسقاط النظام بعد زيادة أسعار المشتقات النفطية حيث ارتفع سعر غالون البنزين الى 20,8 جنيها سودانيا (الدولار يساوي سبعة جنيهات تقريبا في السوق السوداء) مقابل 12,5 جنيهة في السابق. كما ارتفع سعر غالون الديزل الى 13,9 جنيها سودانيا مقابل 8,5 جنيهات في السابق. وسعر اسطوانة غاز الطبخ زنة 15 كيلوغراما الى 25 جنيها سودانيا.