حين اجتمع وفد مشروع دلتا طوكر الزراعي بولاية البحر الأحمر ببورتسودان مع السيد محمد طاهر ايلا الوالي المسئول يوم 8 من الشهر الجاري اتضح بشكل جلي الدمار الشامل الكامل الذي تعرض له مشروع بركة الزراعي. فقد قيل ان خططا للعمل قد وضعت لهذا الموسم تستهدف زراعة 14.900 فدان فقط وثبت بالارقام انه من المستحيل زراعة مساحة اكبر من ذلك لاستيلاء شجرة المسكيت علي الاراضي الزراعية وقيزان الرمال التي تركمت عبر السنين. والمعروف ان هذا المشروع الزراعي الكبير يعمل منذ عهد أحمد ممتاز باشا حاكمدار السودان (من 1871 حتى 1872) هو من أدخل زراعة القطن لاول مرة إلى طوكر. المشروع الذي أنشأ أصلا لزراعة القطن كمحصول هام للصادر والذرة الرفيعة كغذاء لسكان المنطقة. وكان يعتبر أحد أهم المناطق لزراعة القطن والذرة والخضروات بكافة أنواعها التي كانت تغذي مدن الشرق. وكانت المساحة المزروعة سنويا تتراوح بين 200الف الي 450 الف فدان, وكان المشروع يعمل بدقة متناهية ويعمل كعقارب الساعة يفيد المزارعين ويغذي الاسواق ويشبع الحيوان, الي ان جاءت الانقاذ وحطمت المشروع وتنازلت عن الخدمات الزراعية, فصار المشروع مرتعا للمسكيت والرمال فوقعت الكارثة وتحطم المشروع, وافقرت الناس ونفق الحيوان وانتشرت المجاعات. ما تنوي الولاية اصلاحه لا يتعدي 14.900 فدان فقط من جملة 450 الي 200 الف فدان كانت تزرع سنويا في السابق قبل مجئ الانقاذ, جاءت لدمار المشروع الرائد وافقار المزارعين ونشر المجاعات وموت الانسان والحيوان. ظلت الولاية تنفق اموال الجياع علي الاسفلت والكهربة والكورنيش والمهرجانات والفنكهة بمدينة بورتسودان متبعة سياسة شوفوني, فتحطمت كبري المشاريع ومن بينها مشروع البركة الزراعي.