تستورد أميركا من الصمغ العربي السوداني ما قيمته 40 مليون دولار سنويا بطرق مباشرة وغير مباشرة عماد عبد الهادي- الخرطوم بدأت الإدارة الأميركية خطوات جديدة لتشجيع السودان على إنتاج مزيد من الصمغ العربي الذي يتميز به, في الوقت الذي يواجه فيه عقوبات اقتصادية أميركية من جانب واحد منذ أكثر من عشرين سنة. وبدا أن حاجة أميركا للصمغ العربي وحاجة السودان لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه أدت إلى ما يشبه التقارب بينهما. فقد عقد مندوب السفارة الأميركية بالخرطوم جورج ألدرج اجتماعا مع مجلس الصمغ العربي السوداني لحث الأخير على مضاعفة إنتاجه ومناقشة قضايا أخرى تتعلق بالحظر الأميركي على البلاد وضرورة رفعه. واتفق الجانبان على أهمية انسياب سلعة الصمغ العربي إلى الأسواق الأميركية في ظل الطلب المتزايد عليها. طرق مختلفة وتستورد أميركا من الصمغ العربي السوداني ما قيمته 40 مليون دولار سنويا بطرق مباشرة وغير مباشرة. وقال الأمين العام لمجلس الصمغ العربي عبد الماجد عبد القادر إن صادرات البلاد من الصمغ العربي إلى الولاياتالمتحدة بلغت خلال عام 2013 نحو 42 طنا بقيمة نحو 103 ملايين دولار. وتوقع وصول إجمالي الصادرات السودانية من الصمغ العربي إلى 55 طنا بنهاية العام الحالي، مشيرا في تصريحات صحفية إلى إمكانية تغطية حاجة السوق العالمية من الصمغ العربي. لكن اقتصاديين وسياسيين يرون ألا جديد في طلب أميركا للصمغ العربي الذي يجد الاستثناء من كل العقوبات المفروضة على السودان بجانب بعض المدخلات الزراعية الأخرى. نقطة تحول فالمحلل الاقتصادي محمد الناير يعتبر أن القرار الأميركي باستيراد الصمغ العربي من السودان مباشرة يمثل نقطة تحول في العلاقات السودانية الأميركية الاقتصادية، مشيرا إلى أن الصمغ العربي ظل مستثنى من الحظر منذ إعلانه عام 1993. حسن الساعوري حسن الساعوري: القرارات الأميركية تسيطر عليها المصالح الاقتصادية وليست السياسية (الجزيرة نت) وقال للجزيرة نت إن الولاياتالمتحدة كانت تستورد الصمغ العربي عبر طرق غير مباشرة، واصفا اللقاءات الأخيرة بأنها "تنشيط لاستثناء ممنوح قائم" لكنه سيزيد عائد صادرات الصمغ السودانية من 100 مليون دولار إلى 300 مليون دولار سنويا". وأكد أن بعضا من الشركات الأميركية تغلبت على الحظر الاقتصادي الذي تفرضه بلادها على السودان باستصدار قرارات قضائية ولائية تسمح لها بالاستثمار في مجال الزراعة السودانية. وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مرونة في تبادل المصالح التجارية بين البلدين "وإذا تم تجديد الحظر الاقتصادي فإنه سيكون أقل حدة من ذي قبل" . أما الخبير الاقتصادي التجاني الطيب فاعتبر أن اللقاءات وتنشيط تجارة الصمغ العربي "ليست بجديدة"، متوقعا في الوقت ذاته تجديد العقوبات الاقتصادية على السودان. تبادل تجاري ويرى أن السماح بالتبادل التجاري بين أميركا والسودان في الصمغ العربي أو المنتجات الزراعية بشكله الحالي لن يفيد الاقتصاد السوداني بالشكل المطلوب. ويقول للجزيرة نت إن هناك اختلالات في الرؤى الاقتصادية الكلية في السودان بجانب الحظر الذي يحتاج لقرار وتوصية من الكونغرس الأميركي قبل العمل بموجبه "وبالتالي فإن لقاءات المسؤولين من الجانبين ما هي إلا لتنشيط أمر قائم فعلا". من جانبه، يشير أستاذ العلوم السياسية حسن الساعوري إلى أن القرارات الأميركية تسيطر عليها المصالح الاقتصادية وليست السياسية، معتبرا أن السودان فقد أخطر أوراق الضغط على أميركا لأجل رفع الحظر عنه بسبب فشله في حماية الصمغ العربي من التهريب". ويقول إن بإمكان الخرطوم الدخول في مساومة مع واشنطن في هذا المنتج بالذات "لكن للأسف لم يحدث ذلك بل تم خصخصة مجلس الصمغ العربي وخرجت الحكومة من السيطرة عليه".