الجواب : الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد . فالرقص من رذائل اﻷعمال التي يقبح بالرجل العاقل الوقوع فيها أو التظاهر بها، وهو من الخصال التي ﻻ تليق إﻻ بالنساء، أما الرجل فواجب عليه التنزه عنها والترفع عن الوقوع فيها . وقد اتفقت كلمة العلماء على ذلك، ففي تفسير قوله تعالى في سورة اﻹسراء (وﻻ تمش في اﻷرض مرحا ) قال القرطبي رحمه الله تعالى: استدل العلماء بهذه اﻵية على ذم الرقص وتعاطيه .أ .ه واستدل باﻵية نفسها اﻹمام أبو الوفاء بن عقيل رحمه الله فقال : قد نص القرآن على النهي عن الرقص فقال (وﻻ تمش في اﻷرض مرحا ) وذم المختال، والراقص أشد، والمرح: الفرح . أَوَلَسْنَا قسنا النبيذ على الخمر ﻻتفاقهما في الطرب والسكر فما بالنا ﻻ نقيس القضيب وتلحين الشعر معه على الطنبور والطبل ﻻجتماعهما؟ فما أقبح ذا لحية سيما إذا كان ذا شيبة يرقص ويصفق على توقيع اﻷلحان والقضبان خصوصاً إذا كانت أصوات نسوان وولدان، وهل يحسن لمن بين يديه الموت والسؤال والحشر والصراط، ثم مآله إلى إحدى الدارين يَشْمُسُ بالرقص شموس البهائم، ويصفق تصفيق النسوة؟ .وقال أيضاً: والله ما رقص عاقل قط عاقل، وﻻ تعرض للطرب فاضل، وﻻ صغى إلى تلحين الشعر إﻻ بطر، أليس بيننا القرآن؟أ .ه ونقل ابن حجر الهيتمي في الزواجر عن العز بن عبد السﻼم رحمه الله تعالى قوله: الرقص بدعة وﻻ يتعاطاه إﻻ ناقص العقل فﻼ يصلح إﻻ للنساء أ .ه وقال ابن الحاج المالكي رحمه الله في كتاب المدخل : أما الدف والرقص بالرِّجل وكشف الرأس وتخريق الثياب فﻼ يخفى على ذي لب أنه لعب وسخف ونبذ للمروءة والوقار ولما كان عليه اﻷنبياء والصالحون .أ .ه بل ذهب بعضهم إلى ردِّ شهادة من يتعاطى الرقص، قال أبو الفرج بن الجوزي رحمه الله : وقد قال القفال من أصحابنا: ﻻ تقبل شهادة المغني والرقاص . أ .ه فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف اﻷستاذ بقسم الثقافة اﻹسﻼمية بجامعة الخرطوم