طلبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون من سلطات ملاوي أمس الجمعة اعتقال المشير عمر البشير الذي وصل إلى أراضيها مساء الخميس للمشاركة في القمة السنوية للسوق المشتركة لافريقيا الشرقية والجنوبية (الكوميسا). وقال ناطق باسم الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية في بيان إن اشتون “تدعو ملاوي إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي بالامتثال للمحكمة الجنائية الدولية" . وذكر البيان أن “الاتحاد الأوروبي من أشد مؤيدي المحكمة الجنائية الدولية ومكافحة الإفلات من العقوبة". وأضاف ان “أخطر الجرائم ذات البعد الدولي من إبادة وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب يجب ألا تبقى بلا عقاب ويجب أن تلاحق بإجراءات على المستوى الوطني والدولي على حد سواء" . من ناحية ثانية، انضمت فرنسا في وقت لاحق الجمعة إلى المطالبين بتوقيف الرئيس البشير واسفت لدعوة ملاوي له للمشاركة في قمة اقليمية افريقية . وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية بيرنار فاليرو: “نأسف لتوجيه ملاوي دعوة إلى الرئيس البشير للمشاركة في قمة السوق المشتركة لافريقيا الشرقية والجنوبية وندعوها إلى احترام تعهداتها ازاء المحكمة الجنائية الدولية". وفي سياق متصل، طالبت المعارضة الملاوية (الجبهة الديمقراطية المتحدة UDF) الحكومة باعتقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير. وقال همفري مفولا ، مدير البحوث في الجبهة الديمقراطية المتحدة إن ملاوي ستكون “مساعدة ومحرضة" للبشير، في ضوء مذكرات التوقيف الصادرة بحقه من قبل المحكمة الجنائية الدولية. وأضاف: “سوف يبدو لا أخلاقيا منا وخاطئا أن نُرى في وضع نبدو فيه خارقين لما يمليه علينا المجتمع الدولي". ووافق مفولا التحليلات التي تقول إن الحكومة الملاوية لن تقبض على الرئيس المتهم عمر البشير، وأضاف إن حكومة الرئيس بينغو وا موثاريكا تبدو “محرجة" بشأن مذكرة التوقيف الصادر من المحكمة الجنائية الدولية ضد البشير. وقال “هناك أمر بالتوقيف لا يزال ساري المفعول وأعتقد أنه في انتظار التنفيذ من قبل أية حكومة عضو في المحكمة الجنائية الدولية. لذا، يصبح أمرا غير آمن بالمرة بالنسبة لبلد مثل ملاوي أن ينظر إليه على أنه يعمل ضد أوامر المحكمة الجنائية الدولية".وأضاف إن ملاوي ملزمة بإلقاء القبض على البشير بما إنها موقعه على نظام روما الأساسي الذي أنشأ المحكمة الجنائية الدولية. وقال مفولا: كحكومة تؤمن بالديمقراطية وبسيادة حكم القانون فمن غير اللائق أن تدعو شخصا متهما. وملاوي التي وقعت معاهدة روما التي أسست المحكمة “ملزمة بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية من اجل محاكمة المرتكبين المفترضين لبعض من اخطر الجرائم". وكانت (حريات) ذكرت أمس إن منظمات حقوق الإنسان طالبت ملاوي بالخميس باعتقال البشير حينما يطأ أرضها، كما خاطب فرانك وولف، عضو الكونغرس الأميركي والرئيس المشترك للجنة حقوق الإنسان بالكونغرس، الرئيس الأميركي باراك أوباما، مطالباً بوقف الدعم المادي الذي تقدمه الولاياتالمتحدة الأميركية لدولة ملاوي بسبب استضافتها للبشير المتهم دوليا بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية في دارفور.