أ. ف. ب. واشنطن: نددت الولاياتالمتحدة الخميس بطرد السودان اميركية مسؤولة في احدى وكالات الاممالمتحدة بعدما اتهمتها الخرطوم بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد. واكد دبلوماسي في وزارة الخارجية الاميركية لوكالة فرانس برس الاعلان الذي اصدرته الاربعاء وزارة الخارجية السوداني عن اصدار امر لباميلا ديلاردي المسؤولة عن مكتب صندوق الاممالمتحدة للسكان في السودان بالرحيل. وكان الناطق باسم الخارجية السودانية ابو بكر الصديق قال ان الاميركية "اصدر لها الامر بالرحيل"، موضحا ان هذا القرار اتخذ لان ديلارجي "لم تلتزم بقوانين البلاد ولانها تدخلت ايضا في الشؤون الداخلية وهو ما لا يتوافق مع وضعها كمسؤولة في الاممالمتحدة". وقال الدبلوماسي "من الجانب الاميركي، نبحث عن الاسباب التي تقف وراء هذا الطرد". واضاف ان هذا الحادث "هو الاخير في نموذج مثير للقلق تعتمده الحكومة السودانية ويقوم على طرد موظفين اجانب في وكالات انسانية"، مشيرا الى تعليق الخرطوم في 1 شباط/فبراير انشطة اللجنة الدولية للصليب الاحمر بتهمة انتهاك قواعد العمل في هذا البلد الذي يشهد نزاعات. لكن الناطق باسم الخارجية السودانية اوضحت ان رحيل ديلاغري "ليس له اي علاقة بصندوق الاممالمتحدة للسكان الذي تثمن حكومتي مهامه وبرامجه كثيرا". وديلارجي هي واحدة من الاميركيين القلائل الذين يعملون لدى الاممالمتحدة في السودان. وتفرض واشطن عقوبات اقتصادية على السودان منذ 1997 بسبب اتهامات عديدة توجهها الى الخرطوم بينها انتهاكات لحقوق الانسان. 4 ملايين شخص في السودان يعانون من انعدام الامن الغذائي في سايق آخر، حذرت منظمة الاممالمتحدة للاغذية والزراعة (فاو) الخميس من ان حوالى 3,3 مليون شخص في السودان يواجهون حاليا وضع انعدام الامن الغذائي لكن "هذا الرقم قد يصل الى اربعة ملايين" في الاشهر المقبلة. وقالت المنظمة المتخصصة ومقرها في روما ان هذا الارتفاع المتوقع هو نتيجة "لمزيج عوامل من زيادة الصراع، والنزوح في اقليم دارفور، وتحركات اللاجئين من جنوب السودان المجاورة وضعف الحصاد، وتزايد أسعار المواد الغذائية". وقال عبدي ادان جاما ممثل الفاو في السودان كما نقل عنه البيان ان "السودان يمثل أزمة منسية تسير من سيء إلى أسوأ". وذكرت الفاو انه بين العوامل التي تفسر هذا الوضع "رداءة الحصاد خلال موسم 2013 - 2014 بسبب تأخر الأمطار وندرتها دون المتوسط بالمناطق المحصولية الرئيسية، وإذ هبط إنتاج الحبوب إلى ما يتراوح بين 65 و70 بالمئة دون متوسط السنوات الخمس الماضية". واوضحت المنظمة ان تجدد القتال والعنف القبلي ادى الى "الفرار من مناطق السكن وفوات المواعيد الموسمية الحرجة للزرع والحصاد، ولا سيما بولايات دارفور، والنيل الأزرق، وجنوب كردفان". وفي موازاة ذلك "ألقت الزيادة في تحركات اللاجئين، هرباً من الأزمة في جنوب السودان ونتيجة لعبور مناطق الحدود إلى داخل السودان بضغوط إضافية على الموارد المحلية وصعّدت خطر اندلاع الصراعات". وطلبت الفاو 19 مليون دولار من اجل سلسلة عمليات تدخل لدعم 5,4 مليون شخص. ولم تتلق منها سوى 7 ملايين دولار حتى الان ووجهت نداء من اجل جمع ال12 مليونا المتبقية. وتعتزم المنظمة "إمداد تسعمئة ألف من الأسر الأشد ضعفاً بأدوات سبل المعيشة، ويشمل ذلك محاصيل متعددة الأغراض تستجيب ليس فقط للاحتياجات الغذائية الأسرية وإنما تلزم أيضاً لحماية التربة، إلى جانب توفير الأعلاف للثروة الحيوانية بهدف إدامة إنتاج الحليب، وعرض أسعار مقبولة في الأسواق". وقالت فاو انها تعد "لتوفير بذور ذات جودة عالية وتنضج مبكراً لتغطية اثنين من المحاصيل الأساسية، وهما الذرة الرفيعة والدخن؛ وسوف تعمل المنظمة على تنويع سلة الغذاء للأسر المتضررة من خلال تعزيز ناتج البقوليات والبطاطا الحلوة، وإنتاج الحليب، وأنواع الخضروات التي يمكن زراعتها في موسم الأمطار أيضاً، مما يتيح موارد دخل تكميلية ذات أهمية حيوية".