فيديو يظهر عمر البشير يرقص مع زوجته وداد بابكر ومجموعة من الشابات وتظهر الصور عمر البشير وهو يرقص على طريقة (الحت) أو (الكبكبة) ، بصورة ربما تكون مقبولة من الشخص العادي لدى غالبية السودانيين ، ولكنها لا تليق برئيس جمهورية ، خصوصاً مع ادعائه انه (أمير المؤمنين) و (المجاهد الأكبر) !! ورأس نظام سن قانون النظام العام الذي يجرم الرقص المختلط !! وأثارت المقاطع صدى واسعا. وشكلت ، مثلها مثل حديث والدة عمر البشير عن ضربه لها في صغره ، ومقاطع دفعه للمرأة المستضعفة التي تقدمت نحوه في مسألة ، وحديثه الشائن في الكرمك عقب الاستيلاء عليها مؤخراً ، شكلت (موقفاً نوعياً) يلخص كامل الشخصية . حيث تشير الى شخصية أخرى غير شخصية (ود البلد الطيب) التي يحاول الاعلام الحكومي تسويقها عن عمر البشير ، وتظهره على حقيقته كبلطجي . وكانت المفارقة كامنة بين الصورة الدعائية لرئيس النظام وبين شخصيته الواقعية التي تؤكدها ممارسته السياسية الممتدة ل (21) عاماً ، حيث قطع أرزاق مئات الالوف واعتقل الآلاف وعذب واستباح الدماء والأعراض . ورغم انه من البداهة استنتاج أن شخصية رئيس نظام القتل اليومي لابد أن تكون من طبيعة نظامه ، الا ان المشاهد (النوعية) التي نشرت مؤخراً قدمت الأدلة الدامغة على ذلك . وكانت دعاية المؤتمر الوطني ، مثل كل النظم الاستبدادية ، تريد ابقاء رأس النظام فوق النقد ، وترسخ بشتى الوسائل الفكرة الساذجة بأن عمر البشير (طيب) حتى ولو كان بعض الذين من حوله أشرار !! وتفيد هذه الكذبة كصمام أمان للنظام ، فحين يدخل في أزمته النهائية ، يمكنه التضحية بالأشرار (غير النافعين) ، للابقاء على رئيسه الذي يتمركز حوله النظام! وشكل نشر مقاطع الفيديو الأخيرة صفعة قوية لصورة عمر البشير الدعائية ، وفي ذات الوقت نذيراً قوياً بقرب نهايته ، فمثل هذه المقاطع (النوعية) لم تكن لتنشر في فترات صعود النظام وفتوته – حين كان لا يزال يحتفظ بهيبة أجهزته ومؤسساته ورئيسه ! والأهم والأخطر انها شكلت كذلك لطمة قوية لجهود عمر البشير تسويق نفسه كممثل للسلفية الجهادية التي صارت المستند الرئيسي لسلطته . ومهما بلغت التخريجات التبريرية لعبد الحي يوسف ومحمد عبد الكريم وكمال رزق – أبرز وجوه حلفاء عمر البشير من السلفية الجهادية - لا يمكنهم بعد مقاطع الفيديو هذه (بيع) الدعاية عن عمر البشير ك ( أمير) الدولة الرسالية الاسلامية ! وفق معاييرهم المعتمدة . واذا كانت هذه المجموعات تضمر أصلاً الانقلاب على عمر البشير باعتبار عدم كفايته في (المواجهة) ، وتريد التحالف معه الى حين استقوائها ، فان المقاطع النوعية المنشورة أحرجت هذه المجموعات السلفية الجهادية ، وربما تجعلها تعجل بتنفيذ مخططها النهائي رغم عدم اكتمال تدابيره !