26 مليون دولار دفعها الرئيس التشادي إدريس ديبي مهراً لعروسه أماني موسى هلال كريمة الزعيم المفترض لميليشيا الجنجويد المدعومة من الحكومة السودانية خلال الحرب الأهلية في دارفو. ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن الصحف السودانية أن الرئيس "العريس" قدم 26 مليون دولار أيضاً هدايا غالية لها ولأسرتها، رغم أنه لم يحضر للزواج لأسباب أرجعتها مصادر إلى ارتباطه في بلاده بأمور رئاسية، لكن أوساط المعارضة التشادية قالت إن الرجل يواجه عاصفة داخل قصره من زوجاته الأخريات. وكان والد العروس قد قال من قبل إن ديبي زارهم في المنزل في زيارته الأخيرة للسودان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ليطلب يد ابنته، وإن ابنته قد جلست معه بنفسها ووافقت، مشيراً إلى أن كل الأسرة باركت الزيجة. العروس أماني موسى هلال في العشرينات من عمرها وهي جامعية، وكان ديبي تقدم لخطبتها خلال زيارته الأخيرة للخرطوم في نوفمبر الماضي. الزوجة السودانية الثانية لرئيس تشاد وقالت مصادر إن طلب ديبي مصاهرة السودانيين هو الثاني من نوعه، حيث تزوج من السيدة سعاد زكريا عام 1982، وهي تنحدر من قبيلة الزغاوة، وكانت الزوجة الثانية له ولديه منها أربعة أبناء، وهي والدة ابنه عمر الذي سماه على اسم الرئيس عمر البشير. وتقيم عائلة السيدة سعاد بمنطقة بري، فيما يوجد منزلها بمدينة أم درمان بحي المهندسين. وشهد الرئيس السوداني عمر البشير مراسم عقد القران الذي تم بواسطة أحد شيوخ الطريقة التيجانية الذي قدم من الجزائر لإبرام العقد، في حين وكّل الرئيس التشادي إدريس ديبي أحد أقربائه، فيما كان البشير وكيلا للعروس، وهي أماني موسى هلال. وتمت المراسم في فندق "روتانا سلام" أحد أفخم فنادق العاصمة الخرطوم، وحضرها لفيف من رجال الدولة، لكن ديبي تخلف عن الحضور. وتعتبر مصادر هذه أول زيجة تتم بين رئيس دولة مجاور بإحدى الفتيات السودانيات، غير أنه تردد في الخرطوم في منتصف السبعينات أن جان فيدل بوكاسا رئيس أفريقيا الوسطى الأسبق التي تجاور تشاد والسودان كان يسعى للزواج من سودانية في إحدى زياراته في عهد الرئيس السوداني الأسبق جعفر نميري ولكن لم تتم تلك الزيجة. وكانت شائعة قوية قد راجت قبل يوم من مراسم الزواج؛ بأن عروس ديبي طلبت تأجيل الزواج وأن أقرباء الرئيس التشادي نصحوه بعدم إتمامه بحجة أن والد العروس أحد الذين وردت أسماؤهم في المحكمة الجنائية الدولية لضلوعه في جرائم بإقليم دارفور، وباعتباره قائد الجنجويد التي تقاتل إلى جانب الحكومة ضد متمردي دارفور، لكن لم تتم مطالبة رسمية من قبل المحكمة، غير أن الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة فرضت حظرا على أرصدته. وقالت مصادر فضلت حجب هويتها إن أوساطا عديدة في دارفور تعتبر أن زواج ديبي من ابنة موسى هلال زعيم قبيلة المحاميد ذات الأصول العربية التي تسكن إقليم دارفور، عبارة عن صفقة بين نظامي البشير وديبي ومكافأة للأخير بحكم مواقفه الأخيرة مع الخرطوم. وذهبت المصادر إلى أبعد من ذلك بالقول إن الرئيس التشادي الذي ينتمي إلى قبيلة الزغاوة الأفريقية ربما تكون له علاقة بمقتل خليل إبراهيم في أواخر العام الماضي بواسطة طائرة في غرب السودان، وينتمي خليل إلى ذات القبيلة.