لقي أربعة جزائريين مصرعهم في موجة برد شديدة وتساقط كثيف للثلوج أجبر السلطات على إلغاء رحلات جوية داخلية ودولية، كما اتخذت السلطات في أوروبا إجراءات مماثلة بعد أن حصدت موجة من البرد القارس أرواح المئات. فقد قلت إذاعة الجزائر الحكومية عن سلطات رسمية تأكيدها مقتل أربعة أشخاص، بموجة الثلوج التي تعتبر أشد موجة من نوعها تشهدها البلاد منذ نحو سبع سنوات، وأكد الدفاع المدني أن العواصف الثلجية تسببت في إغلاق عشرات الطرق التي تربط بين الولايات وعزلت عدة مناطق من البلاد. كما أشارت مصادر الطيران الجزائرية إلى إلغاء رحلات متوجهة إلى فرنسا وأخرى إلى الولايات الداخلية بسبب الثلوج، مشيرة إلى أن العاصمة الجزائرية لم تشهد تساقطا للثلوج بهذه الكثافة منذ سبع سنوات، حيث وصل ارتفاع الثلوج عشرة سنتميترات في بعض المناطق. العديد من دول العالم تشهد موجة برد غير مسبوقة منذ سنوات وفاة مئات الأوروبيين أما في أوروبا فقد امتدت موجة الصقيع التي حصدت أرواح مئات الأشخاص في شرق أوروبا، إلى غرب القارة، حيث غطت الثلوج مبنى الكولوسيوم (المدرج) في العاصمة الإيطالية روما، وذلك للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود، وتعرقلت حركة الملاحة الجوية والسكك الحديدية. الثلوج أثرت على حركة النقل البري والجوي كما اكتست الآثار القديمة بالجليد، وانقطع التيار الكهربائي وأصبح نحو 160 ألف شخص في وسط وجنوب إيطاليا بدون كهرباء، وقالت شركة الكهرباء الإيطالية إن ألفين من عمالها يحاولون إصلاح خطوط الكهرباء المتضررة. ومن ناحيتها أعلنت شركة غازبروم الروسية العملاقة لتصدير الغاز، عدم مقدرتها على تلبية الطلب الأوروبي المتزايد وسط طقس متجمدة، مشيرة إلى أنها خفضت إمداداتها إلى أوروبا لبضعة أيام. وفي العاصمة الصربية بلغراد انتشر الجنود لإزالة الثلوج من وسط الشوارع الرئيسية، واستجاب المئات من العاطلين لعرض بالحصول على 10 يوروات للمشاركة في الجهود. وأمضى مئات المسافرين الليل في مطار سخيبهول بالعاصمة الهولندية، -أحد أكبر مطارات أوروبا- وذلك بعد تأجيل أو إلغاء رحلاتهم. وأعلن مطار هيثرو أنه سيقلص الخدمات التي يقدمها اليوم الأحد، حيث من المتوقع أن تتعرض أجزاء كبيرة من إنجلترا لتساقط الجليد وانخفاض دراجات الحرارة إلى درجة التجمد خلال الأيام القليلة القادمة. وتقطعت السبل برئيسي كرواتيا وصربيا بعد حضورهما اجتماعا مع القيادة البوسنية في جبال ياهورينا بسبب التساقط الكثيف للثلوج. وسجلت أوكرانيا التي بلغت درجة الحرارة فيها خلال الليل 33 درجة تحت الصفر في الأيام الثمانية الماضية أعلى معدل للوفيات، حيث لا يزال يُعثر فيها على جثث أشخاص ماتوا تجمّدًا، كما دفن بعض الناس بالجليد في المناطق النائية. وفي العاصمة كييف أقامت سلطات الطوارئ المئات من الخيام في جميع أنحاء البلاد لتقديم الطعام والشراب والمأوى. وقالت وزارة الطوارئ إن 122 شخصا لقوا حتفهم خلال الأيام الثمانية الماضية، مشيرة إلى أنه تم العثور على 78 شخصا من هؤلاء الضحايا في الشوارع.